ما فعلته بنا منصَّات التواصل الاجتماعي
ما فعلته بنا منصَّات التواصل الاجتماعي
لقد بلغ بنا كأفراد مستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي أن أوقعنا الضرر على أنفسنا بأنفسنا؛ فتسبَّب إدمان استخدام تلك المنصات في أضرار صحية جسمية وبخاصةٍ ما يتعلَّق بآلام العمود الفقري والرقبة نظرًا إلى الانحناء باستمرار أثناء استعمال الأجهزة، ويتسبب الجلوس أمام الشاشات دون حركة في الإصابة بالسمنة ومشكلات في العيون، بل ولا يقتصر ذلك على الضرر الجسدي فحسب، إذ تتأثر الصحة النفسية للمستخدمين حيث تتكون عندهم ميول إلى العزلة والانطواء نظرًا إلى قضاء معظم الأوقات بعيدًا عن الآخرين في الواقع الافتراضي.
ولقد شاع بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي عدة ظواهر سلبية، منها على سبيل المثال: إنفاق الأموال الكثيرة نتيجةً لتعرض المستخدم لتسويق الشركات على المنصات، والفشل في دخول سوق العمل لقلة فرص الحصول على العمل لكون الفرد قد شارك كل ما يملك من خبرات على منصات التواصل، فلم تعد هناك حاجة إليه لأنها معروفة ومتاحة بالفعل! وانتشرت إقامة روابط بين الذكور والإناث خارج الإطار القيمي والمقبول دينيًّا واجتماعيًّا، وتكاثر الكذب والتزييف بنشر صور وفيديوهات غير حقيقية أو مُركبة أو تم التلاعب بها بشكل أو بآخر، والواجب في ذلك التبيُّن والتثبُّت لا الانجراف مع التيار.
هناك ظاهرة سيئة منتشرة الآن بين من يقودون السيارات، إذ يستخدمون تلك المنصات على هواتفهم أثناء القيادة! ويرفع ذلك من معدل احتمالية أن يقع حادث للشخص أربعة أضعاف مما لو لم يستخدم هاتفه أثناء القيادة، والصواب أنه متى دعت الحاجة إلى استخدام الهاتف أثناء القيادة فلتتوقف بسيارتك في مكان مناسب وتحدث كما شئت ثم عاود القيادة حفاظًا على حياتك أنت وحياة الآخرين. وثمة ظاهرة أخرى لغوية، حيث تتراجع لغة المستخدمين شيئًا فشيئًا بحكم استخدامهم المتكرر للاختصارات والتعبير دون الانضباط بقواعد العربية وأساليبها.
الفكرة من كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي فما تركت بيتًا إلا ودخلته بأي صورة كانت، وكما هي الحال مع أي ظاهرة اجتماعية وكل جديد ينقسم حوله الناس بين مؤيد ومعارض، فإن منصات التواصل كذلك قوبِلت بنوع من هذا الانقسام حولها.
يستعرض هذا الكتاب في إيجاز تاريخ التواصل الاجتماعي الافتراضي منذ ظهوره حتى الآن، ويناقش قضايا مهمة تتعلق باستخدام مواقع التواصل والإنترنت عمومًا.
مؤلف كتاب وسائل التواصل الاجتماعي: رحلة في الأعماق
حسان شمسي باشا: كاتب ومؤلف سوري واستشاري أمراض القلب، ولد عام 1951م، ومن مؤلفاته: “وصايا طبيب”، و”عندما يحلو المساء”.
ماجد حسان شمسي باشا: اختصاصي أول في الأمراض الداخلية/الباطنة، ومُقرئ ومُجيز بالقراءات الأربع عشرة.