ما فائدة الطب النفسي والعلاج؟
ما فائدة الطب النفسي والعلاج؟
في البداية هناك صور متعددة للمرض النفسي وليس فقط الاكتئاب كما هو شائع عند بعض الناس، فقد يعاني المريض أحيانًا القلق المستمر أو فقدان الثقة بنفسه وبالآخرين، وقد يعاني التوتر، أو الوساوس، أو التردد الكبير، أو قد يكون شخصًا سليمًا لكنه يتعرَّض للكثير من الأحداث المتتالية، فتجد عقله يهرب من الواقع ليبتعد عن الصراعات، بل إن المرض يمكن حتى أن ينحصر في فكرة خاطئة في عقل شخص يبدو عليه السواء النفسي والاتزان، لكنه مؤمن بهذه الفكرة السيئة ويريد تحقيقها بكل السبل حتى لو قتل غيره!
والمشكلة الأكبر تكون في وعي الناس، فهم لا يدركون أن كل التصرفات المريبة التي يقوم بها أي شخص تكون نتيجة خلل نفسي يحتاج إلى علاج، فهم يتعاملون مع الشخص على أنه طبيعي لا يحتاج إلى علاج، وهذا يعرِّض من حوله للخطر.
وقد تتعدَّد الأسباب لهذه الحالات، فمنها ما يكون بسبب طفولة سيئة، أو ضغط مجتمعي أو ظروف معيشة.
وتختلف طرق العلاج النفسي على حسب النظرية التي تحلِّل أسباب المرض، وحتى جميع طرق الحل مفيدة ما دام الطبيب النفسي يتحرَّى الأمانة والصدق، وهناك مدارس كثيرة للعلاج النفسي أولاها: العلاج بالتحليل النفسي، وهو معتمد على تحليل شخصية الإنسان خلال مراحل حياته الجنسية كلها، وهذا حسب نظرية “فرويد”، أما المدرسة الثانية فهي العلاج النفسي التدعيمي؛ وهو الذي يتعامل مع جميع صدماتك سواء كانت في الماضي أو الحاضر، وهي طريقة فعالة في حل المشكلات، وبحل المشكلات تنجلي الأعراض النفسية، أما الطريقة الثالثة فهي تؤمن أن كل الحالات والأعراض نشأت بسبب عادات خاطئة تعلمها المريض أو اكتسبها، فيقوم العلاج على التعامل مع هذه العادات والتخلص منها.
الفكرة من كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الكثيرون حولنا يعانون مشاكل نفسية عميقة، وفي بعض الأحيان قد تصل بهم هذه المشاكل إلى إيذاء الآخرين، أو حتى إيذاء أنفسهم، وقد ينحدر الأمر ويصل إلى الانتحار، ورغم أن هذا المرض النفسي يكون جحيمًا على صاحبه، فإن هناك عذابًا أكبر عليه وهو عدم التقدير من المحيطين به، فمعظم الناس يتعاملون مع الأمراض المرئية فقط، أما المرض النفسي فهو شيء غير مفهوم للكثيرين ولا يمكنهم استيعابه مثل الكسور أو الجروح، ولا نريد بهذا الكلام اتهامًا أو ظلمًا للناس، فأغلب الناس يجدون صعوبة في فهم المعلومات الطبية الصحيحة المتعلقة بالنفس البشرية بطريقة سهلة وبسيطة.
وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب أن يبسِّط لنا المواضيع العلمية ويتحدث عنها من وجهة نظر فلسفية؛ بحيث تصل إلى جميع المستويات الثقافية وليس التخصصية فقط.
مؤلف كتاب من أنا؟ من أنت؟ من هو؟
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.