ما غايتك الكبرى في حياتك؟
ما غايتك الكبرى في حياتك؟
إننا بوصفنا مسلمين نُدرك أن الله قد جعل غايتنا الكبرى والنهائية هي الفوز برضوانه (تعالى)، لكن مع حُمَّى النشاط اليومي والمشاغل الملهية في زماننا هذا نجد أننا ننسى ذلك تمامًا وننجرف وراء كل ما يركض دون توقُّف فنكون في غفلة، ولهذا علينا أن نجدِّد تذكير أنفسنا دومًا بالغاية الكبرى من وجودنا وندرِّب النفس على استحضار النية الحسنة من كل فعلٍ نفعله، ولعلَّنا في حاجة إلى هذا الأمر أكثر مما هو واجب علينا كونه يُذكِّر المرء أنه ليس هناك ما يستحقُّ الغرق في المخاوف والأحزان لأجله!
بل حتى الأعمال المشروعة حين يحولها المرء المسلم إلى أشياء تقربه إلى الله (تعالى) فذلك يخدم هدفه الأكبر، ونتذكَّر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين سأله أصحابه: “يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ”، ولننتقل الآن إلى سؤال آخر؛ وهو: هل نحن فعلًا في حاجة إلى النجاح أم أنه أمرٌ ثانوي؟
إن الإنسان يسعى إلى النجاح حتى يحقق السعادة النفسية وتصل إليه مشاعر الرضا ويحاول تخطِّي الظروف الصعبة التي تُشعره بالسوء كالفقر والفوضى والإخفاق، ولهذا حين نتذكر أسباب السعي إلى النجاح نتأكد ضرورة التفريق بين الوسيلة والغاية ونجعل المبدأ والكرامة فوق الوسيلة والمال، لأنه إذا حدث خلل في ذلك فلن يعد النجاح فيه مصدر أمن وهناء، بل ينشأ تخوُّف وقلق مستمر، أما بشأن سبق الكرامة للمال؛ فيجب أن نتذكَّر أن رزق الله مقسوم وما كان لك فلن يكون لغيرك، والمال بحد ذاته وسيلة لا غاية.
الفكرة من كتاب من أجل النجاح
لم تكن مفاهيم النجاح أبدًا جامدة أو متحجِّرة، لكن قد تكون مشكلتنا دائمًا هي إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ وتعميم ما لا يقبل التعميم، لكن لا يعني ذلك وجود علاج حاسم يمكِّن المرء من النجاح وتخطي العثرات فيصبح شخصًا قويَّ الإرادة، إذًا فما العمل؟ ما السبيل في وسط بيئةٍ غلبها التحجُّر والتباطؤ والسلبية ويحتاج المرء فيها كي ينجح إلى جهد يعادل ضعفي من يجتهد في أممٍ تشجعه؟
وقبل أن نبدأ لتسأل نفسك سؤالًا وهو: هل تعرف نفسَكَ؟ أم أنك تجهلها؟ فالكاتب يقول إن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه، وهذا شاعرٌ يقول: “إذا أنت لم تعرف لنفسك حقَّها.. هوانًا بها كانت على الناس أهونا”، يناقش هذا الكتاب مقوِّمات النجاح للفردِ والأُمَّة وسط ما جدَّ علينا في زماننا هذا.
مؤلف كتاب من أجل النجاح
عبد الكريم بكار: كاتب ومفكر سوري الجنسية يُعدُّ أحد أبرز المؤلفين في الفكر الإسلامي والتربية، حاصل على درجة الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، كما شغل عدة مناصب إعلامية وله أكثر من ثلاثين كتابًا، ومن أهم مؤلفاته:
أفق أخضر للنجاح والإنجاز.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
المناعة الفكرية.