ما علاقة التدخين بالأورام السرطانية؟
ما علاقة التدخين بالأورام السرطانية؟
لا شك أن الأبحاث تنهال يوميًّا عمَّا يُسبِّبه التدخين من أورام سرطانية في أماكن مختلفة من الجسم كله، لكن يبقى التأثير المباشر أو السرطان الأكثر حدوثًا بسبب التدخين هو سرطان الرئة، والتدخين يتسبَّب في نحو ٨٧٪ من سرطانات الرئة وهو السرطان الرئيس بين باقي السرطانات المتسبِّب في موت الرجال على مستوى العالم، وعند الإناث قفز إلى المرتبة الثانية مع تنامي أعداد المدخنات حديثًا وذلك من التدخين المباشر فقط لأن هناك آلاف الحالات من سرطان الرئة نتيجة التدخين السلبي، ويُقدَّر عدد الوفيات بسبب سرطان الرئة سنويًّا ١.٣ ملايين حالة حول العالم أكثرها في الدول المتخلِّفة.
والبعض عندما يسمع هذه الإحصائيات يضيق بها ويقول إنه سيتوقَّف عن التدخين حينما يشعر بأعراض تُجبره في بداية المرض على التوقُّف، والمفاجأة أن السواد الأعظم من سرطانات الرئة لا يوجد بها أعراض في بدايتها ولا تظهر شدتها إلا بعد تمكن السرطان من الرئة بالكامل والوصول إلى مراحل متقدمة يصعب معها تدخل جراحي بسبب انتشار الخلايا السرطانية من الرئة المصابة إلى أعضاء أخرى.
وللأسف لا تكون أعراض سرطان الرئة مميَّزة ومحدَّدة للإنسان بحيث عندما يُصاب بها يختار أن يتوقَّف لعلمه عند وجودها أن نهاية تلك الأعراض هي السرطان وإنما تكون الأعراض متشابهة مع أمراض تنفسية كثيرة جدًّا شأنها شأن العدوى البكتيرية والفيروسية والالتهابات والأزمات التنفسية مثل أعراض السعال المزمن الذي تتغيَّر طبيعته مع الوقت وخشونة الصوت وضيق النفس وألم بالصدر.
وفي المراحل المتقدمة تُضاف أعراض أخرى أخطر تُجبِر المدخِّن بالفعل على الذَهاب إلى الطبيب مثل خروج دم مع السعال ونقص الوزن وفقدان الشهية بصورة مبالغ فيها وارتفاع الحرارة على فترات مختلفة دون سبب ظاهر كعدوى وخلافه، لذا ليس هناك معايير واضحة فاصلة تستدعي ذلك التوقف عن التدخين فإن لم تقلع اليوم قبل الغد، فأنت معرَّض لأن يطرق السرطان بابك في أي وقت دون سابق إنذار والتدخين يتسبَّب في أنواع كثيرة من السرطانات وليس سرطان الرئة فقط.
الفكرة من كتاب التدخين آفة العصر
يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.
في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.
مؤلف كتاب التدخين آفة العصر
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.