ما دوافعنا؟
ما دوافعنا؟
إذا كنا جميعًا بشرًا مخلوقين من نفس الطين، فلماذا نختلف في الآراء والأذواق والأفكار؟ قد تجمعنا الكثير من الصفات المشتركة، لكن لكلِّ فرد منَّا شخصيته الفريدة التي تميِّزه عن غيره، ومعرفة أنماط الشخصيات وكل ما تتميز به هو ما سيعينك على فهم الناس سواء في العمل أو الدراسة أو اكتساب وظيفة أو اختيار شريك حياتك، ففهم الآخرين وفهم نفسك هو ما سيجعلك تستفيد من كل تفصيلة في حياتك.
لكل شخص منا سبب يستيقظ لأجله كل صباح، سبب ما يدفعه للسعي في الحياة، وهذا السبب هو ما يُطلق عليه الدافع المحرك له، قد يكون هذا السبب الشعور بالانتماء، أو رغبته في الشعور بالنجاح، أو إحساسه بالمسؤولية والسيطرة.
فمثلًا أغلب النساء يكون الدافع المحرك لها هو الانتماء، تحب العلاقات الاجتماعية وتكوين الصداقات والمساعدات المتبادلة وتضع الأسرة أولوية لها في الحياة، أما إذا كنت من أصحاب الدعوات بترك أثر في الحياة ومساعدة العالم أجمع أو السهر والتعب من أجل النجاح ورؤية النتائج حتى في علاقاتك تريد دائمًا الأفضل فأنت على الأغلب يحرِّكك دافع الإنجاز وأغلب من ينتمي إلى هذه الفئة هم الرجال .
أما الأشخاص الذين يحرِّكهم النفوذ هم من يريدون أن يحظوا بانبهار وإعجاب جميع الناس، ينتبهون لمشاكل الناس ويراقبونهم ويرغبون في التأثير فيهم، لذا تجد أغلبهم من السياسيين، وهذا ليس سيئًا في كل الأحوال، فمن المهم في الحياة أن يوجد من يريد أن يؤثر ويغير ويقنع ويقود لتستمر عجلة الحياة، وقد يكون لديك خليط من الدوافع كلها لكنك لن تستطيع أن تجمع بين الانتماء وحب السيطرة لأن هوس السيطرة يساعد على نفور الناس منك، كذلك الدوافع الأقل لديك التي لا تمتلكها تشكِّل شخصيتك أيضًا وتشكِّل مشاعرك، فعندما يكون دافع السيطرة لديك قليلًا تجد نفسك تحب القادة والسياسيين لكنك تشعر بالرهبة ولا تريد أن تكون مثلهم، وفهمك دوافعك ودوافع الناس يجعل التعامل أسهل ويجعلك أكثر مرونة إذا تطلَّب الأمر، وهذا ما نناقشه بالتفصيل في الفقرة القادمة.
الفكرة من كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
تخيَّل نفسك في سن الثمانين، تفكِّر في كل حياتك الماضية، في من قابلتهم وعرفتهم، ومن فرَّقت الحياة بينكم، تفكر كيف تغلبت على المواقف السيئة، ولماذا أصلًا تحدث لك مواقف سيئة؟ لماذا يؤذي الناس بعضهم بعضًا، بعد كل هذا العمر سيصعب علينا الإجابة عن سؤال لماذا.. لماذا تصرَّفت أنت بجنون أو بغضب أو ببلاهة في موقف معين؟ كيف استطعت أن تكسب مديرك؟ كيف استمرت علاقتك بشريك حياتك؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يمكنك معرفتها عندما تفهم الدوافع المحركة للبشر، ستصبح أكثر عذرًا لنفسك وللآخرين، سيكون رد فعلك دائمًا منطقيًّا ومدروسًا ومناسبًا لك ولجميع من حولك، وفي هذا الكتاب تشرح لنا سوزان كويليام الإجابة بالمنطق والعلم، لكنها تنصح بضرورة قراءة الاستبيان الموجود في نهاية الكتاب قبل البدء في القراءة؛ حتى تستطيع أن تستنتج شخصيتك الحقيقية لا الشخصية التي ترغب في أن تصبحها.
مؤلف كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
سوزان كويليام هي عالمة نفس متخصصة في العلاقات، وكاتبة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ولدت عام 1950 في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة، وعملت لفترة في مجال الإعلام وقدمت عدة برامج تلفزيونية، وألفت سوزان سبعة عشر كتابًا، تم ترجمتها إلى 18 لغة وفي 22 دولة، من بينها الكتاب الشهير: “Body language secret أسرار لغة الجسد”.