ما حدث في الحجاز
ما حدث في الحجاز
في الوقت الذي بدأت فيه الدولة العثمانية بالأفول بدأ الشريف “حسين بن علي” بالتفكير في وراثة مكانة الأتراك بقيادة العرب، وكان الملك عبد العزيز مدركًا لتبعات طموح الشريف حسين وحرص على ألا ينفذها، فحرص على الحصول على اعترافٍ رسمي من الإنجليز بالحدود بين نجد والحجاز، وفي ذلك الوقت أثار الملك عبد العزيز قضية البلدتين “تربة” و”الخرمة”، فقد كان عليهما خلاف بين الطرفين إذ يدعي الشريف حسين تبعيتهما للحجاز، وبذلك تخضعان لسيادة الأشراف، ولكن من الناحية الجغرافية تقع البلدتان شرق جبل “حضن” الذي يمثل فاصلًا طبيعيًّا بين نجد والحجاز إذًا فهما نجديتان، وفي تربة دارت بين جيش الملك عبد العزيز وجيش الشريف معركة منيت فيها جيوش الشريف حسين بالهزيمة، فتصاعد عداء الشريف حسين أكثر تجاه الملك عبد العزيز.
وازدادت سيطرة الأشراف على المقدسات الإسلامية في الحجاز ومنع النجديون من دخول مكة وأداء فريضة الحج لأكثر من خمسة أعوام، فاشتكى الناس إلى الملك عبد العزيز من هذا التضييق، ودارت المعارك بين رجال الملك عبد العزيز وبين قوات الشريف حسين في الطائف وما حولها، وبعد فتح الطائف انتظر رجال الملك عبد العزيز التعليمات لكي يتوجهوا على إثرها إلى فتح مكة، وفي تلك الأثناء رأى أهل مكة وجدة أن ما وصل إليه حال الناس من دمار الحرب والحصار كان نتيجة لغرور الشريف حسين ورغبته في الانفراد بالأمر، فقرر المجلس الوطني عزل الشريف حسين وطلب منه ترك السلطة لابنه الشريف “علي” فقبل بعد ممانعة ما قرره المجلس الوطني، ولم يلبث الشريف “علي بن الحسين” أن أدرك تحرك دفة السياسة بعيدًا عن الأشراف فغادر مكة إلى جدة، وعندما بلغ الخبر إلى آل سعود أسرعوا إلى مكة محرمين ثم بسطوا نفوذهم على البلد بعد الانتهاء من الإحرام.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.