ما توتر مقر العمل؟
ما توتر مقر العمل؟
يمكن تعريف التوتر بأنه استجابة غير محدَّدة من الجسم على أي طلب يُلقى عليه، ويمكن تقسيم هذا التعريف إلى ثلاثة أقسام: فكلمة غير محدَّدة، تعكس حقيقة أن ردَّة فعل التوتر هي ذاتها في كل مرة، وكلمة استجابة الجسم، تدل على أن استجابة التوتر تحدث في أجسامنا، وليس في البيئة أو الموقف الذي أوجد التوتر، وعبارة أي طلب يلقى عليه، توضح أن هناك العديد من مصادر التوتر، وأغلب التوتُّرات التي نعيشها هذه الأيام ذات طبيعة نفسية، كالخوف من إلقاء كلمة عامة، أو من فقدان الوظيفة.
والكشف المبكر عن توتر العمل هو الحل الأمثل للسيطرة عليه، إذ يظهر لنا التوتر في أربع صور مختلفة فيظهر على شكل أعراض بدنية: كالصداع، وتقلُّص الرقبة والكتف، وآلام أسفل الظهر، وأعرَاض ذِهنية، مثل إيجاد صعوبة في التركيز، والحفاظ على الذهن حاضرًا، وأعراض عاطفية: كالشُّعور بالعصبية والقلق، وأعرَاض سلوكية: كإيجاد صعوبة في الجلوس المستقيم أو الاسترخاء.
وتكمن الكلمة المفتاحية للتوتر في مقر العمل في كلمتين، وهما: “التوتر المزمن”، إذ يتم إفراز “الأدرينالين” في حال التوتر الحاد، ولكن في حال التوتر المزمن يتم إفراز “الكورتيزول” الذي يدمِّر أجسادنا، ويجعل وظائف المخ تتراجع، ومن بين أكثر أجزاء المخ تأثرًا قرن آمون، حيث مقر الذاكرة المؤقتة، ويؤدي التوتر المزمن إلى خفض إنتاجية العمل، والإعياء والإرهاق، الذي يؤثر بدوره في إجازات الموظفين، وقد خلصت دراسة نفسية إلى أن الإنهاك يتسبَّب في إجازات مرضية تصل إلى 10 ملايين يوم في العام في ألمانيا، ويخسف بالاقتصاد العالمي الأرض.
والشركات التي تطبِّق نظام ساعات العمل الطويلة تقلِّل من الإنتاجية دون أن تدري، حيث إن مفارقة ساعات العمل الطويلة تقول: “إن بعد مستوى معين تتراجع الكفاءة والفاعلية، بحيث تكون الزيادة في الوقت نقصًا في الجودة”، كما أن التوتر يزداد بين موظفي الساعات الطويلة، ما يتسبَّب في انخفاض معنويات جميع الموظفين لأن التوتر مُعدٍ، وحينها يظهر الأثر المضاعف للتوتر، فلا يصير التوتر قاصرًا فقط على الشركات، بل يتسع ويتمدَّد، ويؤثر فينا كأفراد أو مجتمعات.
الفكرة من كتاب هل يقتلك العمل؟
من يديرون المؤسسات لا ينفكُّون عن رفع وتأجيج مستويات التوتر لدى موظفيهم، وهذا ينعكس بالسلب على إنتاجية العمل، وعلى الموظفين أنفسهم، فهذه ليست مشكلة مقر عمل فحسب، بل هي مسألة صحة عامة لأنها تؤثر في أناس كُثر خارج محيط العمل.
ولخطورة توتر العمل كان هذا الكتاب بمثابة جرس إنذار، ودعوة للتغيير، وهو دليل علمي مفصل للبدء في عملية تقليل الضغوط في مكان العمل، وتشجيع الناس على التحدث، والتعبير عن آرائهم، ومقاومة التوتر المفرط في مقر العمل، والقضاء عليه من خلال توفير حلول عملية، وتقنيات سهلة للتكيف مع توتر العمل.
كما أوضح الكاتب الأدوات اللازمة لمنع الإضرار بمواردنا الأكثر قيمة ألا وهي أنفسنا، وكذلك قام بحصر المشاكل التي تُسهم في الإنهاك، وانخفاض الإنتاجية، وهي: الحجم، والسرعة، وسوء المعاملة، ووضَّح طرقًا فعالة للتعامل معها، من خلال خبراته السابقة.
مؤلف كتاب هل يقتلك العمل؟
ديفيد بوزِين: طبيب، ومحاضر، وكاتب، تخرَّج في كلية الطب بجامعة تورنتو عام 1967، وفي عام 1985 تخلَّى عن ممارسة الطب، وكرَّس حياته ووقته لتقديم المشورة بشأن الحياة والعلاج النفسي، ولمساعدة الناس في التعامل مع الإجهاد والتوتر الناتج عن ضغوط العمل، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا “The Little Book Of Stress | الكتاب الصغير لتخفيف التوتر” الذي تمَّت ترجمته إلى ست لغات، كما يظهر الكاتب على التلفاز، وفي الإذاعة على الصعيد الوطني.
ومن أهم مؤلفاته:
The Little Book Of Stress.
Always Change a Losing Game.
Staying Afloat When The Water Gets Rough.