ما تبقى من الحل
ما تبقى من الحل
في حالة نجاح بناء ذكاء اصطناعي نافع، سيقل خطر احتمالية فقدان التحكم في الآلات، وسيمكّننا ذلك من إحداث تقدم كبير في حضارتنا، ومع الأسف ربما يستخدمها الأشرار الذين يُخططون للهيمنة على العالم، ويطلقون آلات خارقة لا يمكننا السيطرة عليها، لذلك نحن في حاجة إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي، فالذكاء الاصطناعي لديه قدرة ومساحة كبيرة في التحكم في عالمنا وإعادة تشكيله، ولا بد من حوكمة فعّالة له، ووجود مبادئ أخلاقية لهذا المجال.
ليست الحكومات وحدها التي تمول الذكاء الاصطناعي، بل تُجرى كثير من الأبحاث خارج المعامل الوطنية الآمنة، جوجل وأمازون ومايكروسوفت وآي بي إم وتِنْسِنْتْ وبايدو وعلي بابا، جميعها المسيطر الأكبر على المجال، وهناك وعود بين تلك الشركات بالتعاون في ما يتعلق بالأمان في الذكاء الاصطناعي، لكن مصالحها لا تتوافق على نحو مثالي، وهناك رغبة في السيطرة على المجال، لذلك يجب أن تكون هناك سلطة على تلك الأنشطة والشركات، وتطوير تشريعات في ما يخص الذكاء الاصطناعي، بل يجب أن يصل الأمر إلى وجود قواعد تحكم التفاعلات بين البشر والآلة، وحظر التصميمات التي تتلاعب بالتفضيلات البشرية كما في خوارزميات وسائل التواصل، وكذلك حظر ما يؤدي إلى الإدمان.
وجود الحوكمة سيمنع من حدوث كارثة شبيهة بـ(تْشِيرْنُوبيل)، ومع الذكاء الاصطناعي الخارق ستكون الكوارث الجديدة أكبر من كل الكوارث السابقة.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.