ما بين قراءة القرآن وتدبُّره
ما بين قراءة القرآن وتدبُّره
إن التعرُّض للقرآن الكريم مهمٌّ جدًّا وضروري جدًّا، والتعرُّض للقرآن تختلف صوره وأشكاله، ما بين التلاوة اليومية ووِرد سماع القرآن وما بين التدبُّر، فالتلاوةُ اليومية تهدفُ إلى تحصيل التذكرة بحقائق الإيمان ومعانيه التي تجعل المرء في حالةٍ من اليقظةِ الدائمة، ولا تستدعي تلك التلاوة الوقوف عند كل آية ومعرفة معانيها التفصيلية، بل المطلوب المعنى الإجمالي الذي يؤدي إلى التذكرة وزيادة الإيمان بصفةٍ عامة بما نستشعره من تلك المعاني الجميلة الهادية التي من شأنها إعادة صياغة وتشكيل مفاهيم القارئ وتصوُّراته فينعكس ذلك على علاقته بالله وبنفسه وبالدار الآخرة، أمَّا تدبر القرآن فهو المقصد الأساسي والهدف من نزول القرآن، والوسيلةُ الأكيدة التي يحصل بها الانتفاع بالقرآن الكريم، إذ إن التدبر لا يقتصر على مجرد فهم الآيات، بل يتعداه إلى النظر في المعاني وما تؤدي إليه، وإعمال الذهن فيها للوصول إلى العمل بها وتطبيقها ليظهر أثر القرآن في الفكر والروح والسلوك، فالتدبُّر لا بد أن يصحبه تجاوبٌ من المرء بحسب الآيات المقروءة، إن مرَّ على آيات تدل على عظمة الله، امتلأ بها قلبه ووجدانه واستشعر عظمته سبحانه وانطلق لسانه بالتسبيح والحمد والثناء، وإن مر على آيات ذكر الجنة وامتلأ بها وجدانه، تأجَّج داخله الشوق إليها، والرغبة في أن يكون من أهلها، وترجم تلك المشاعر عملًا بالتماس كل عمل يقربه إليها، ودعاءً وتضرعًا إلى الله (عز وجل) أن يكتبه من أصحابه، وهكذا مع آيات الأمر والنهي وباقي آيات القرآن الكريم، وكذلك يحصل للإنسان النفع، ما بين قراءة كلية لمعاني القرآن الهادية، وما بين تدبُّر وتفكُّر لوحي الله، وكلامه إلينا.
الفكرة من كتاب غربة القرآن
يتحدَّث الكتاب عن غُربة القرآن بيننا، وعن غياب روح القرآن، وغياب أثره الجميل عن قلوبنا، كما يأخذ على قرائه الاعتناء بالألفاظ دون المعاني، وإهمال التدبر والتفكُّر، وعدم الشعور الداخلي بهذا الحرمان، فدفع ذلك الكاتب أن يكتب هذا الكتاب، في محاولةٍ لإحياء تلك الروح فينا من جديد.
مؤلف كتاب غربة القرآن
الدكتور مجدي الهلالي: كاتب وطبيب تحاليل طبية وداعية مصري، له العديد من الكتب والمؤلفات في الدعوة والتربية الإيمانية، والتي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
ومن مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”.