ما بين الواقع والضجر من الحياة
ما بين الواقع والضجر من الحياة
ما يجب أن ندركه أنه سواء فهمنا الأمور على حالها أو لم نفهمها، فالأمور ستظلُّ على حالها لن تتغيَّر، ومن ثمَّ فالواقع يبقى واقعًا دون النظر إلى ما نفهمه من الحياة، وبالتالي فإن أحد العوائق التي تعرقل مسيرتنا في الحياة هو الفارق الشاسع بين حقيقة الحياة وما نتوقَّع منها أن تكون، وبناءً على ذلك يجب أن تتعلَّم قواعد لعبة الحياة لكي تفوز فيها، فمهما كان الواقع قاسيًا لا بد أن تحترمه، لكن ما إن تعبث معه فسيهزمك في كل مرَّة! لأن الواقع لا يعبأ بحسن النوايا، فإن ألقيت نفسك من فوق سطح مبنى متحديًا قانون الجاذبية، فلا تلومنَّ إلا نفسك عندما تتهشَّم على الأرض، ولن ينفعك أنك كنت تقوم بإحدى التجارب لمساعدة البشرية، فلا تُطلق العنان لخيالاتك الجامحة وما يجب أن تكون عليه الأمور، وتذكَّر أن المواقف الصائبة والجهد الفعلي يمكن أن يجعلا الواقع ممتعًا ومُرضيًا أكثر من الخيال.
كما أن هناك حالة من الضجر تؤثِّر في الملايين من الناس، ما يحرم الناس من فهم معنى الحياة ويقوِّض رغبتهم في العيش، لذلك قال ريتشارد باخ: “يجب أن تُضحِّي بالضجر كي تعيش حرًّا وسعيدًا، وما هذه التضحية بالأمر السهل دائمًا”، وبالتالي فإن من يُثمِّن حريَّته ويتمكَّن من التعامل معها نادرًا ما يشعر بالضجر أو الملل، وبناءً على ذلك لا ترتكب الخطأ الفادح الذي يرتكبه الكثيرون بجعلك الأريكة والثلاجة والتلفاز والهاتف أفضل أربعة أصدقاء لك، فهذا الرباعي لا يسهم في إضجارك وشعورك بالملل فحسب، بل يقوم بإضعاف صحَّتك العقلية والجسدية، ومن ثمَّ اشغل نفسك بالقيام بما تحبه، أو القيام بشيء لطالما أردت فعله، وتحمَّل كامل المسؤولية عن ضجرك، فأنت مصدر هذا الضجر!
الفكرة من كتاب فكِّر تنجح أكثر!
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب مجموعة من الدروس المختلفة التي تعلَّمها في الحياة، والتي يعلمها معظمنا، لكن لسببٍ ما نرسل بها إلى غياهب النسيان، فنحن نعرف كثيرًا من الأمور، والتعلُّم هو اكتشاف ما نعرفه، بينما التنفيذ هو إثبات ما نعرفه، وكما قال مارتن فانبي: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس بوسعك العيش بما يكفي لارتكابها بنفسك والتعلُّم منها”.
مؤلف كتاب فكِّر تنجح أكثر!
إيرني زيلنسكي : هو كاتب أمريكي له مؤلفات عدَّة في التطوير والنمو الشخصي، ولديه تسعة مؤلفات، منها:
اعمل أقل تنجح أكثر.
فكِّر تنجح أكثر.
The Joy Of Not Working.
المترجمة: مايا كوراني