ما بين الهدف الخارجي والداخلي افعل ما تفعله لأجلك
ما بين الهدف الخارجي والداخلي افعل ما تفعله لأجلك
عندما يكرِّس المرء نفسه لتحقيق الأهداف الخارجية يقع في دور استنزافي مستمر لما تفرضه عليه هذه الأهداف السائلة والمتغيِّرة من تشظٍّ وانهيار؛ فهو لا يفعل ما يفعل إلا حصولًا على مدعِّمات خارجية يتكئ عليها للاستمرار مهملًا دوافعه الداخلية وأهدافه، وذلك نتيجة للتنافس اللانهائي المضروب قصرًا على هذه الوضعية، مخدرًا نفسه بحيلة أن الأفضل يوجد في المستوى التالي.
وفي هذه الحالة يتحتم على طالب السعادة أن يوازن بين داخله وخارجه؛ بين ما يبذله من أجل الخارج وما يفعله منطلقًا من الداخل، وفي هذا السياق تظهر بعض الدراسات أن اهتمامنا الداخلي ببعض المهام يقل عندما يتعلَّق بقيمته المادية الخارجية، حيث تصبح هذه القيم المتمثلة في جوائز أو مرتبات عالية أو مكافآت هي موضوع سعينا ودافعنا للاستمرار، لا القيمة المقدمة للعمل لذاتها وأهميتها.
والثقة بالنفس ها هنا هي منبع كل الدوافع الداخلية الموصلة إلى السعادة وتقبل الذات بكل ضعفها ونقصانها، وهي التغيير غير المرئي والمعادلة الأصعب والعنصر الأهم الذي يمكن أن تراهن عليه في كل وقت وفي أي ظرف، ويكون ذلك بتجنُّب التردُّد والتشكيك، وإخفاء الحقيقة عن النفس والآخرين، وتجنُّب كثرة الاعتذار الموحي بالارتياب وعدم الأهلية، ولأنك في هذه المنازلة تتنافس مع نفسك فعليك فقط أن تفعل ما ينبغي فعله من أجلك؛ وتذكَّر أن الرجل الأكثر أهمية ليس الرجل الناقد، بل الرجل المنازل داخل الميدان الذي يتخضَّب وجهه بالدماء والغبار لأنه يعرف طعم النصر كما يعرف طعم الهزيمة، فهو يقفز من مرحلة الاختفاء والاختباء بلوغًا إلى نهاية المطاف، متقبلًا كل ما فيه، ومدركًا أن الأهم من تحقيق النصر هو الظفر بشرف المحاولة.
الفكرة من كتاب معادلة السعادة
يقع التحدي الذي يواجهنا كل يوم في كيفية وإمكانية تحقيق السعادة وتوجيه العقل والإدراك للحفاظ على حالة إيجابية متفائلة في سبيل السعي لبلوغ ذلك، نستطيع معها وبها تجاوز مطبات الحياة القاسية والمتكررة.
ويرتبط تحقيق السعادة أو -جزء منها- بنمط حياتنا المعاصرة الاستهلاكي والأعباء المالية والنفسية المترتبة عليه، ومن منطلق هذا الإشكال أراد المؤلف تعميد عقل المتلقي بمجموعة من الاستراتيجيات التي قد يسهم اتباعها في رفع مستوى الكفاءة الذهنية والعقلية، وتعزيز القناعات فيما يتعلق بموضوع السعادة وكيفية تحقيقها، عوضًا عن البحث في حلول حالمة لا تمت إلى واقع الحياة العملية وأطماع الوفرة المطلقة حيالها بصلة.
مؤلف كتاب معادلة السعادة
“نيل باسيرشا”: هو كاتب وباحث في المرونة والفشل، وهو رجل أعمال كندي وناشر بودكاست، حصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، إلى جانب أنه يعمل إداريًّا في وول مارت، وعرف بأنه متحدث متميز في مجال الموضوعات الإيجابية، وهو حاصل على جائزة “توب 100 آي تيونز- Top 100 iTunes”.
لديه منصة خاصة “منصة باسيرشا”، ويعد كتابه “معادلة السعادة” من الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم حيث بيع منه أكثر من مليون نسخة وبقي لأكثر من 200 أسبوع على قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، إضافة إلى بعض أعماله الأخرى ككتاب “الروعة”.
معلومات عن المترجمة:
ابتسام الخضراء: قامت بترجمة عدة كتب منها:
المكتبة العامة وقصص أخرى.
قوانين الطبيعة البشرية.
كوكب الحشرات.
عاصفة النيران.