ما بين الرجاء والخوف
ما بين الرجاء والخوف
إن الرجاء الحقيقي لا بدَّ أن يكون مقرونًا بالخوف، فلا ينفك أحدهما عن الآخر، فقد جاء الرجاء في القرآن في موضع الخوف، قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾، فالمطلوب هو التوازن بين الرجاء والخوف، فلو اعتمد المرء على الرجاء فقط لما استقامت أمور حياته، ولو عاش بالخوف لتعب من المعاناة والشقاء.
ويأتي الرجاء على ثلاثة أنواع- الأول: رجاء مِن عمل فيه طاعة لله تعالى، فيرجو الإنسان الثواب والأجر من ربِّ العالمين، والثاني: رجاء شخص أذنب ثم تاب واستغفر فهو يرجو مغفرة الله وعفوه ورحمته، أما النوع الثالث فهو رجاء شخص متمادٍ في التفريط والخطايا، فهو راجٍ لرحمة الله بلا عمل وهذا رجاء كاذب يصدر من أهل السوء والعصيان.
وفي مقام الرجاء والخوف لا بدَّ لنا من عدم اليأس والقنوط والاستسلام بسهولة، فالمؤمن قلبه عامر بحسن الظن، فلا تيأس -أخي المسلم- إذا كنت كل يوم تقاوم لإصلاح قلبك وتطهير نفسك، ولا تقنط من مواجهة ضعفك الإنساني وتشخيص عيبك للتغلب عليه! تقبَّل عيوب نفسك واعزم على إصلاحها واعتمد على العمل الصالح، فلن يذوق القلب حلاوة الإيمان بعيدًا عن العبادة!
وابكِ بحرقة مِن خشية الله تعالى، ولا تلتفت إلى الوسوسة، فإن هدف الشيطان أن يبعدك عن الطاعة ويشغل قلبك بالهم والغم، فبدل أن تركز على العبادة يأتيك بالأفكار السيئة التي تُنغص عليك حياتك وتُفقدك حماسك وعزيمتك، فالوسواس يتضاعف أثره عند مرض القلب، لذلك لا تسمح للوسوسة أن تنال منك وتؤذيك وتؤدي إلى هلاكك، فحاربها بالطاعة والذِكر والهمة وامضِ في طريق التعافي لقلبك.
الفكرة من كتاب بأي قلب نلقاه؟
يقول رسول الله (ﷺ): “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”..
هل تساءلنا يومًا متى كانت آخر مرة تفقدنا فيها قلوبنا؟ هل هي حية سليمة، أم قاسية ميتة؟ إن في تصوُّرنا المعتاد أن الموت هو موت الجسد ولم يخطر ببالنا قطُّ أن موت القلوب أشد وأشقى، فلا بدَّ لنا من إنقاذ قلوبنا التي تعبت من طرقات الأوهام والفتن؛ قلوبنا التي تغيرت مع الأيام وكلَّت ومرضتْ.. فما أصعب مرض القلوب لو تعلمون!
في هذا الكتاب يأخذنا الدكتور خالد أبو شادي في رحلة إلى القلب، لنتعرف معًا لماذا القلب تحديدًا؟ وما الآفات التي يتعرض لها وكيف ننجو بقلوبنا، فهيَّا بنا في رحلة تطهير للنفس والسفر بقلوبنا إلى الآخرة.
مؤلف كتاب بأي قلب نلقاه؟
د. خالد أبو شادي: كاتب مصري الجنسية، ولد في محافظة الغربية، ودرس في الكويت، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية، وهو داعية إسلامية يُركز في دعوته على صلاح القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
من أبرز مؤلفاته:
ونطق الحجاب.
الحرب على الكسل.
رحلة البحث عن اليقين.
من الطارق.. أنا رمضان.
أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر.