ما بين الحب والجنس
ما بين الحب والجنس
إذا سلَّمنا بأن الحب القائم على الإكراه لا يعد حبًّا حقيقيًّا، فبالتالي يمكن أن نصف الحب الذي يعطيه المحب لمحبوبه مقابل منفعة أو مصلحة ما، بأنه انحراف عن الحب، ومثال ذلك -كما يقول رونالد- الحب الذي يمنحه المحب كمجرد وسيلة للحصول على الجنس من المحبوب، فذلك يمكن أن يُعد من قبيل الانحراف عن الحب؛ فأنت قد تخشى أن من يحبك بدافع ممارسة الجنس قد لا يكون يحبك في الحقيقة، بل قد يرى فريق ثانٍ أن من يمارس الجنس بدافع الحب قد لا يكون مغرمًا أو مفتونًا بك في الحقيقة، بينما قد يرى فريق ثالث عكس ذلك تمامًا، وهو أن الجنس المدفوع بالحب قد يكون أفضل، حيث إن الافتتان هو ابن عم الإدمان، وبالتالي يمكن أن نعتبر الحب دافعًا خفيًّا وراء ممارسة الجنس.
مع ذلك نجد أن هناك أشكالًا أخرى من الحب ذات قيمة عالية تدفع الكثيرين من الناس إلى القيام بالعديد من الأمور غير الممتعة، والتي يمكن أن تكون مقرفة أيضًا بدافع الحب، فإنه في حالة ما إذا كان هناك شخص ما مريضًا ومقرفًا؛ فإنني قد أسهر على رعايته وأعتني به عن طيب خاطر لأنني أحبه، لكن ليس الدافع من وراء الرعاية أو العناية بذلك الشخص المريض أنني أجدها أمرًا ممتعًا، لكن كما يقول رونالد في حال وقعت علاقة جنسية بين الشخص المريض والشخص الذي يقوم على رعايته، فإن تلك علاقة ستثير الريبة! وبالتالي فإن أي سبب يتم تقديمه يدفعنا نحو الميل إلى القول بأنه سبب خاطئ في حال تعلَّق بالجنس أو الحب.
الفكرة من كتاب الحب مقدمة وجيزة
الحب هو ذلك الشعور الذي دفع الكثيرين نحو الجنون، ولأجله مات العديد من الناس، وبسببه قُتِلَ بعضهم؛ ربما غمرتك أيها القارئ سعادة الحب الغامرة، أو أصابتك سهامه المؤلمة مرة أو أكثر، فهو شعور يشعر به الجميع ويعتقدون أنهم يفهمونه، ولكن ما إن تسأل أحدهم عن مفهوم الحب؟ أو تسأل الشخص الذي يحبك: لماذا تحبني؟ وما دوافع حبك وأسبابه؟ فإنه يجيبك بتلعثم وبكلماتٍ لا تكاد تكون مفهومة أو موغلة في الخيال، وكأنه يتحسَّس موضع أقدامه في طريقٍ وعر؛ ومن هنا جاء هذا الكتاب في محاولة منه للوقوف على الحب الحقيقي والآخر الزائف، والبحث في دوافع الحب وأسبابه، فهل نحب حقًّا من أجل ما في المحبوب من محاسن الجمال ومكارم الأخلاق والخصال الحميدة، أم أنه متعلق بشخص المحبوب؟
مؤلف كتاب الحب مقدمة وجيزة
رونالد دي سوزا Ronald de Sousa، هو فيلسوف كندي، وأكاديمي يعمل في جامعة تورنتو الكندية، له العديد من الكتب، ترجم منها إلى اللغة العربية كتاب واحد هو الكتاب الذي بين أيدينا.