ما بعد تورانشاه
ما بعد تورانشاه
نالت شجرة الدر استحسان أمراء المماليك وطاعتهم بسبب حنكتها وعبقريتها في إدارة الأمور وقت وفاة الصالح نجم الدين، وتم القبول بها ملكة للمسلمين والدعاء لها في المساجد، وعمِلت على التخلص من بقايا الحملة الصليبية السابعة، والتقرب إلى العامة والعلماء، لكن الخليفة العباسي قد رفض أن يحكم مصر امرأة، بل وكان ذلك الرفض على المستوى الشعبي أيضًا، مما دفعها للتنازل عن حكمها لعز الدين أيبك الذي تزوجته.
وعندما انتقل الحكم لعز الدين أيبك لم يكن هو أكبر المماليك سنًّا ولا أقواهم مكانة ونفوذًا، لذا فقد واجه مصاعب عديدة تمثلت في معارضة الأمراء المتبقين من بني أيوب في بلاد الشام له، بل وإعلانهم استقلال إماراتهم في دمشق والكرك وولايات أخرى عن مصر.
وقد كانت الأوضاع تُنبئ بقيام معركة بين المماليك والأيوبيين، وبالفعل في عام ستمائة وثمانية وأربعين من الهجرة (648 هـ) التقى الجيشان الأيوبي والمملوكي، وكان النصر لصالح المماليك، وهرب الناصر يوسف عائدًا لبلاد الشام، وقرر أيبك اللحاق به، لكن توقف الأمر بعدما تدخل الخليفة العباسي للصلح، وذلك بسبب الخطر المغولي القادم، حيث لم يبقَ من قوةٍ في العالم الإسلامي لدعم الخليفة سوى بلاد مصر والشام.
منهم ركن الدين بيبرس وكبار المماليك البحرية.
الفكرة من كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
إن الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، بهذه العبارات يجب علينا إذا أردنا أن نسود الأرض كما كُنا، أن نتذكر عهودنا وتراثنا، أن نعرف ماضينا وتاريخنا، فلا يسعى السجين لفك قيده إلا حينما يتذكر الحرية.
يناقش الصلابي في كتابه تلك الفترة التي سبقت معركة عين جالوت، والأسباب التي أهَّلت لذلك النصر بقيادة السلطان المُظفر سيف الدين قطز، ويركز على المعركة وعلى المماليك على نحو خاص، منذ نشأتهم وحتى سيادتهم وقيام دولتهم.
مؤلف كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي. نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، وحصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها:
دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
الشورى فريضة إسلامية.
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي.