ما بعد الفتح!
ما بعد الفتح!
عامل السلطان محمد الثاني النصارى معاملة يسودها الرحمة واللين، وأمر جنوده بحسن التعامل مع الأسرى، كما أمر بتحويل الكنيسة إلى مسجد لإقامة الجمعة القادمة فيها، ولم تمضِ أيام حتى استمر الناس في حياتهم الطبيعية لمَّا رأوا العدل من قِبل المسلمين.
وكان لفتح القسطنطينية أثر عظيم في انتشار الإسلام، وأطلق عليها لقب “إسلام بول” أي مدينة الإسلام، ومن بعدها استطاع المسلمون ضم بلاد الصرب واليونان والأفلاق والقرم والجزر الرئيسية في الأرخبيل، وعمَّ الفرح في شتّى بلاد المسلمين، فأذيعت أنباء الانتصار من فوق المنابر، وأرسل السلطان محمد رسائل بشرى إلى سلاطين البلاد الإسلامية، كسلطان مصر، وشريف مكَّة.
ولهذا الفتح عدَّة أسباب يجب الالتفات إليها، ففتح المسلمين للقسطنطينية لم يأتِ من فراغ، بل هو جهود تراكمية قام بها المسلمون، فمن تلك الأسباب تربية الجيش العثماني على معاني التقوى والإيمان، وقد جعلوا من كتاب الله تعالى وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – منهجًا لتربية الأفراد، وكان لأثر تحكيم شرع الله تعالى في الدولة العثمانية الخير العظيم، فسنن الله عز وجل لا تتحوَّل ولا تتبدَّل، فمن الآثار الدنيوية الاستخلاف والتمكين، وانتشار الأمن والاستقرار، وأخيرًا الفتح والنصر.
الفكرة من كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
مُحمد الفاتح، قاهر الروم، ما سيرته؟ وكيف فُتحت القسطنطينية على يديه؟ وما جهود العثمانيين قبله ليحدث هذا الفتح؟ يتناول الدكتور علي الصلابي هذه التساؤلات في كتابه، موّضحًا أهم المحطات التاريخية في تاريخ العثمانيين، وأثر تلك الجهود في العالم الإسلامي، وسنن الله عز وجل في الأُمم، وآثار تحكيم شرع الله تعالى كالاستخلاف والتمكين.
مؤلف كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
علي محمد محمد الصلابي: فقيه وكاتب ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي، حصل على درجة الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة، كما نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.
صدر له عدد من الكتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.
السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق.