ما بعد الطلاق
ما بعد الطلاق
وبعد الطلاق ليس هناك أي معنى للأسباب التي أدَّت إليه، فمهما كانت الأسباب مهمة، فالأهم الأن أنه قد وقع الطلاق، والسؤال هل هناك آثار مترتبة على الطلاق؟
يمر الإنسان المُطلَّق بالمراحل نفسها التي يمر بها من فقد إنسانًا عزيزًا عن طريق الموت، على الرغم من أنه في حالة الطلاق يكون الفقد إلى حد ما لإنسان كريه، لكن حالة تعطُّل المشاعر التي يُصاب بها المرء بعد الطلاق تجعله ينسى الكراهية، وبعد يومين أو ثلاثة من هذا البرود تأتي مرحلة عدم التصديق والإنكار، وكأن الطلاق لم يقع، وبعد أسبوعين أو أكثر تأتي مرحلة الحزن؛ وهي أشبه بمرحلة الاكتئاب، تمر المطلقة أو المطلق بكل أعراض الاكتئاب، فتنهار تمامًا ثقة المرء بنفسه، ويشعر بالفشل الكامل، ويضطرب النوم، وتضطرب الشهية للطعام، وتستغرق مرحلة الحزن شهرًا، يجد فيه المرء دعمًا معنويًّا من المحيطين به، فيذهب الحزن تدريجيًّا، ولكن يدخل الإنسان في المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الغضب، يوجِّه فيها المرء غضبه لكل المحيطين به، وبالأخص ناحية مُطلَّقه، فيراه أسوأ الناس، ويحمِّله مسؤولية فشل الحياة الزوجية، ويُصبح في حالة من عدم الاتزان العاطفي، تجعله يفكر في الاتصال بمطلقه لمعاتبته أو لمهاجمته مع رغبة داخلية للرجوع إليه.
ثم يدخل الإنسان في المرحلة الخامسة والأخيرة، يتخلَّص فيها من كل الأعراض المرضية الحادة، ولكنه يفقد القدرة على الاستمتاع الحقيقي بأي شيء في الحياة، ويظل يتقلَّب بين حالة اعتلال المزاج وبين حالته الطبيعية، لكن ربما بعد عام أو أكثر يتخلَّص من هذه المشاعر السلبية، وتتوقَّف هذه المدة على عدة عوامل، مثلًا؛ هل كان الطلاق مفاجئًا أم متوقَّعًا؟ هل هو الذي سعى إلى الطلاق أم فُرض عليه من الطرف الآخر؟ ومدى الصعوبات المادية التي من الممكن أن يكون قد واجهها بعد الطلاق.
وحياة الطلاق قد تناسب بعض الناس وتوافق شخصياتهم، فهم يستيطعون أن يواجهوا الحياة بمفردهم، ولا يعانون مشاعر الوحدة، ويتجاهلون موقف الناس منهم بعد طلاقهم، ويستطيعون كبت احتياجاتهم الوجدانية والبدنية، ولكن بعض الناس لا يستطيعون، وتسوء حالتهم بعد الطلاق، وهؤلاء الناس لا بد أن يتزوَّجوا مرة أخرى.
الفكرة من كتاب الطلاق ليس حلًّا
الله (عز وجل) أعلم بعباده منهم، فهو خالقهم، وأعلم بطباعهم وأحوالهم، فأبغض الله الطلاق، لما يعلم ما قد يُحدثه الطلاق من تأثير سيئ في حياة عباده.
ويعدُّ هذا الكتاب دعوة للتأنِّي والصبر ومعالجة المشاكل العائلية، دون الحاجة للجوء إلى الطلاق، لما قد يسبِّبه من مشاكل نفسية واجتماعية عديدة للأزواج والأطفال، ويلقي الضوء في الوقت ذاته على الأسباب الأولى التي صنعت أشخاصًا غير صالحين للزواج، وما هي شخصيات هؤلاء التي من الصعب الحياة معهم، ويوضح سبب تحمُّل أحد الأطراف أعباء هذه العلاقة وحده، ثم ينهي الكاتب بكلامه بصفات الزوج الناجح والزوجة الناجحة.
مؤلف كتاب الطلاق ليس حلًّا
عادل صادق: طبيب نفسي، وحاصل على جائزة الدولة في تبسيط العلوم، ومؤلف كثير من الكتب في علم النفس، من أهمها:
روعة الزواج.
مباريات سيكولوجية.
الألم النفسي والعضوي.
في بيتنا مريض نفسي.
الزوج أوَّل من يشكو.
حب بلا زواج، وزواج بلا حب.