ما بعد الانفصال
ما بعد الانفصال
بعد الخروج من تجربة زواج أو علاقة حب فاشلة يكون الارتباط الجديد أكثر صعوبة ومصحوبًا بكثير من الخوف والقلق، وبخاصةٍ إذا لم يكن الإنسان قد تجاوز غُصَّة الفشل الأول، ويعاني البعض بعد الانفصال لأنهم يحِّملون أنفسهم مسؤولية هذا الفشل ولا يستطيعون التخلُّص من الشعور بالذنب، والحقيقة أنه لا يوجد طرف واحد مسؤول وغالبًا ما يتحمل الطرفان قدرًا من المسؤولية، وليس شرطًا أن يكون فشل الزواج الأول بسبب صفات معينة في أحد الزوجين، بل قد يفشل الزواج بسبب عدم التوافق وعدم القدرة على التفاهم، في حين قد ينجح كل منهما مع شريك آخر أكثر توافقًا وقربًا، ويتفاوت الناس في الوقت الذي يحتاجون إليه للتخلص من هذه الغُصَّة، وكذلك تتباين ردات فعلهم عند الاختيار الثاني.
فمثلًا يبني بعض الناس اختيارهم في التجربة الثانية على العقل وحسب، فهم يحاولون تجنُّب كل أخطاء الزيجة الأولى بخيارات متطرفة أكثر فشلًا، فإن كانت زوجته الأولى منفتحة ومتحررة اختار الزوجة الثانية على قدرٍ من التحفظ وربما متشددة!
أما البعض الآخر فيرتبط مرة أخرى بسرعة شديدة آملًا أن يشفى بهذه العلاقة الجديدة من التجربة الأولى، ويكون هذا الأمل غير واعٍ في كثير من الأحيان، وغالبًا ما يكون مصير هذه العلاقة الفشل السريع، فهي لم تكن سوى رد فعل اندفاعي غير مبني على أسباب صحية وواقعية، فالحب والزواج ليسا علاجًا وإنما احتياجات أساسية، ومن الأسباب التي تؤدي إلى فشل الزواج الثاني أيضًا ألا يكون الإنسان قد تخلَّص من آثار الزواج الأول، وما زال متعلقًا بشريكه السابق، مما يحوِّل حياة الشريك الجديد إلى جحيم وهو بذلك قد ظلمه ظلمًا بيِّنًا.
وفرص نجاح الزواج الثاني قائمة ولا شك، وبخاصةٍ إذا تعلم الإنسان منها وتجرَّد ليعرف أخطاءه قبل أخطاء الطرف الآخر ليتجنَّب تكرارها، ولا بدَّ أيضًا من مرور وقت كافٍ حتى يبرأ الجرح، وعند قرار الاختيار مرة أخرى ينبغي التريُّث والحكمة حتى لا يكون قرارًا منحازًا وغير منطقي، والأمر يستحق الاهتمام وبذل الجهد، فأكثر ما يسعد الإنسان أن يجد شريكًا يحبه ويأنس به، ومنغصات الحياة كما يرى الكاتب لا تأتي إلا من أربع: خواء القلب من الحب وعدم وجود زوج، وحب لا ينتهي بزواج وزواج دون حب.
الفكرة من كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
الحب فطرة وغريزة إنسانية والزواج من الاحتياجات النفسية الأولية للإنسان، فلا يتعلم كيف يحب، ولكنه يجد نفسه واقعًا في الحب وراغبًا في الزواج، فوجود رجل وامرأة يعيشان معًا هو النسق الطبيعي الذي تستقيم به الحياة، فيأنس كلاهما للآخر، وتتشابك حياتهما وتؤصل العشرة لحياتهما معًا، وتتطوَّر صورة الحب بين الأزواج عن الصورة النمطية للحب حتى تتعالى عليها، فلا يحتاجان إلى التصريح بما هو بدهي بينهما، وترى الحب حينها أكثر تجليًا في اللحظات التي تهدِّد حياتهما معًا على صورة خوف وحرص ورعاية.
بين صفحات هذا الكتاب يقوم المؤلف بمحاولة للوقوف على ما يجعل الزيجات صحية، ويوضح الفرق بين الحب والزواج، ويسرد صفات شريك الحياة الجيد، والحل عند الانفصال والرغبة في بداية جديدة.
مؤلف كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
عادل صادق: طبيب نفسي وكاتب، شغل العديد من المناصب منها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ولد في 9 أكتوبر 1943 وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وألف أكثر من 30 كتابًا بالعربية والإنجليزية منها:
مباريات سيكولوجية.
كيف تصبح عظيمًا.
متاعب الزواج.
أسرار البيوت في العيادة النفسية.