ما الوظائف التافهة؟

يبدأ الكتاب بالحديث عن بعض أنواع التصنيفات التي تندرج تحتها الوظائف التافهة التي يمكن أن نراها في سوق العمل، ولماذا تظهر من الأساس، ويتناول خمسة أنواع هي: التابع flunky، والجندي goon، والموظف الاحتياطي duct taper، ومدقق الورق box ticker، وموزع المهام task master؛ ويشرحها بالتفصيل كالتالي:

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

التابع هو ذلك الموظف الذي تم تعيينه ليبدو رؤساؤه بشكل أفضل، فهو يعمل كعنصر لصناعة الهيبة والنفوذ، ويشبه هذا المركز الحاشية التي كانت تحيط بالأرستقراطيين في الماضي، بهدف إظهار المكانة الاجتماعية العالية أو الإطراء والمدح، حتى إن بعضهم كانوا يُدْفَنون مع الحاشية دليلًا على فرض السيطرة، ويرى الكاتب أن هذا التقليد مستمر حتى يومنا الحالي، ولكنه يتخذ أشكاًلا أكثر حداثة مثل وظيفة عامل الأسانسير وغيرها، فكيف يمكن أن تتسم شركة لا تملك موظف استقبال بالجدية حتى وإن كان بلا عمل حقيقي، وفي بعض الأحيان ينتهي الأمر بهذا الموظف بالقيام بعمل رؤسائه، كما تفعل السكرتيرات في أغلب الأحوال.

وبالحديث عن الجندي فنحن لا نتحدث عن جندي حقيقي، ولكن عن موظف يقوم بأعمال تتسم بالخداع والكذب وأحيانا بالعدائية من أجل أصحاب العمل، ينطبق هذا الوصف على بعض الوظائف الخاصة بالتسويق التي تستغرق الكثير من الوقت والمجهود من أجل خداع المستهلك، ويحكي أحد العاملين في مجال التسويق الرقمي عن عمله القائم بالأساس على التلاعب بالمادة الدعائية من أجل خلق إقبال على سلع رديئة الجودة، ما جعله يشعر بالسوء جراء ذلك، إذ إنه يرى أن الوظائف الجيدة هي تلك التي تلبي حاجة موجودة بالفعل أو تغير حياة الناس إلى الأفضل، أما تلك التي تتطلب الخداع والمبالغة في العرض من أجل إقناع الناس بها فهي سيئة حتمًا، وهذا هو ما يجعل هذه الوظائف ذات طبيعة مُفْسِدَة للصحة، إذ إنها تجبر العاملين بها على خداع الآخرين بدلًا من مساعدتهم، وهو أمر قد يدفع البعض إلى الشعور بالذنب، لأن وظائفهم ليست عديمة الفائدة وحسب، بل إنها تتسبب بأضرار في المجتمع.

هل تساءلت يومًا لماذا يكره العديد من البشر وظائفهم؟ ولماذا تنتشر النكات الساخرة عن بيئة العمل والرؤساء حتى وإن كان العمل ذا عائد مادي جيد؟ في هذا الكتاب يعرض عالم الأنثروبولوجي ديفيد جرابر نظريته عن طبيعة بعض الوظائف التافهة في الوقت الحالي، بمناقشة العوامل السياسية والاقتصادية والتاريخية التي أسهمت في صناعتها، موضحًا الأضرار الاجتماعية والفردية التي تتسبب بها، ويعد هذا الكتاب امتدادًا لمقال نشره الكاتب في جريدة سترايك !Strike عام 2013 يناقش الأمر ذاته، وانتشر انتشارًا سريعًا بسبب محتواه المثير للاهتمام، وتلقى الكاتب رسائل عديدة تؤيد محتوى المقال عن الوضع الحالي لسوق العمل، وتَرْوِي تجارب حقيقية في هذه الوظائف، فنحن جميعًا على علم بوجود هذه الوظائف التي تبدو بلا أي جدوى ولا تقدم أي فائدة للمجتمع، ولكننا على الرغم من ذلك لا نملك أي تفسير لاستمرارها بل وانتشارها أيضًا! وهنا قد يجادل البعض ويقولون إن الحكم على بعض الوظائف بالتفاهة أمر شخصي ولا يجب تعميمه، لذلك يُعَرِّف الكاتب الوظائف التافهة بأنها تلك الوظائف العديمة الفائدة أو المضرة بالمجتمع، حتى إن من يعملون بها لا يستطيعون الإتيان بمبرر جيد لوجودها حتى وإن كان عليهم التظاهر بعكس ذلك.

دايفيد جرابر: هو بروفيسور أنثروبولوجي أمريكي وناشط أناركي، درس جرابر في جامعة شيكاغو وأجرى أبحاثًا في مجال الأنثروبولوجي في مدغشقر، وحصل على الدكتوراه عام 1996، كما عمل أستاذًا مساعدًا بجامعة يال منذ عام 1998 وحتى عام 2005، ويشتهر جرابر بأعماله الأكاديمية في مجال الاقتصاد وعلم الأنثربولوجي وكذلك بدوره القيادي في حادثة Occupy Wallstreet، من أهم كتبه:

Debt: The First 5000 Years

The Utopia of Rules 

The Dawn of Everything