ما القرآن؟
ما القرآن؟
الطريق الأمثل الذي نتعرَّف به على القرآن هو القرآن نفسه، وقد أخبرنا القرآن أنه كلام الله، بلسان عربي مبين، أنزله الله على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، بواسطة الملك جبريل (عليه السلام) أمين الوحي، وقد بدأ نزوله في ليلة القدر من شهر رمضان، وقد سُمِّي القرآن كذلك بالكتاب والفرقان والتنزيل والنبأ العظيم، ووُصِف بأنه عزيزٌ، وعظيمٌ، وكريمٌ، وعليٌّ، ومجيدٌ، ومباركٌ، وحقٌّ وصدق، وبأنه هدًى ونورٌ ورحمةٌ وشفاء، وهو وحي، وبقدر ما يُقبل المرء على هذا الكتاب يأخذ من نوره وبركته.
القرآن كلام الله، وليس كلام بشر، والحُجج الدالة على أن هذا الكتاب من عند الله (وقد لخَّصها المؤلف هنا من كتاب النبأ العظيم لمحمد عبد الله دراز) أولاها الإقرار، أي إقرار النبي (صلى الله عليه وسلم) أن القرآن ليس كلامه، بل كلام الله أوحاه إليه، وثانيتها أميَّة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فهو لم يكن ممن يرجعون إلى الكتب أو الدواوين، وفي القرآن ما لا يمكن أن يسنتبطه العقل بالذكاء الفطري كالوقائع التاريخية والأمور الغيبية والمستقبلية.
والحجة الثالثة هي عدم أخذ القرآن عن معلِّم، فلم يكن في قومه (صلى الله عليه وسلم) من يعلِّمه هذا الكتاب وإلا لتعلَّم منه، ولم يؤخذ من كتب اليهود والنصارى التي يخبرنا بأن فيها خرافات ومنكرات، وفي القرآن ما لا يوجد فيها مثل قصة هود وشعيب (عليهما السلام)، والحجة الرابعة هي تحدي العرب وعجزهم، إذ تحداهم القرآن أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن مجاراته، والخامسة هي ظاهرة الوحي، فالوحي لم يكن حالة اختيارية للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان يعالج منه شدة يرى أثرها في بدنه فيتفصَّد عرقًا، ولم يكن يعكس شخصية النبي، بل ويعاتبه في آيات، والحجة السادسة هي إعجاز القرآن، في لغته وكلماته وأسلوبه وتناسق سوره وآياته وترتيبها.
وقد حفِظ الله القرآن من التحريف، وحُجَّة ذلك هي العناية به في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وعهد الصحابة، وتلقِّيه بالمشافهة، فهو محفوظٌ في الصدور كما هو محفوظٌ في المصحف، ولا توجد أي فجوة تاريخية في مسار القرآن حتى وصل إلينا، فليس ككتب اليهود والنصارى، وأعظم دليل على حفظ القرآن من التحريف هو القرآن نفسه الذي ظل معجِزًا مؤثرًا على مر الزمان.
الفكرة من كتاب الدليل إلى القرآن – في سؤال وجواب
في زمنٍ انتشر فيه ظلام الجهل، بِتنا نرى من لا يعرف عن القرآن إلا اسمه، ومعلومات متفرقةٍ أو ناقصة أو خاطئة، وفي محاولةٍ لرفع الجهل جاء هذا الكتاب اسمًا على مسمًّى، دليلًا ييسر الطريق إلى القرآن ويُمهِّده، فتحدَّث عن القرآن ومصدريته وإعجازه وجمعه وحفظه وتدبُّره، والمزيد في عبارةٍ موجزةٍ سهلة.
مؤلف كتاب الدليل إلى القرآن – في سؤال وجواب
عمرو الشرقاوي: باحث مصري في التفسير وعلوم القرآن، درس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، شارك في العديد من الدورات والمحاضرات على شبكة الإنترنت، ومن كتبه: “المُشوق إلى القرآن”، و”القرآن الكريم في حياة الآل والأصحاب”، و”التسهيل في أسباب التنزيل”، و”الصحابة والقرابة في القرآن الكريم.. دراسة تحليلية موضوعية”.