ما العمل العميق؟
ما العمل العميق؟
يمكن تعريف العمل العميق بأنه حالة من الازدهار الإنساني العميق ناتجة عن عمل بذل فيه الأفراد أقصى قدراتهم الشخصية، والفكرة المحفِّزة وراء العمل بعمق هي إضافة روتين وطقوس إلى حياتك العملية، مصمَّمة لتقليل الوقت اللازم من قوة إرادتك المحدودة للانتقال إلى حالة من التركيز المتواصل، والمحافظة عليها، فمثلًا لو قضيت فترة في الجلوس أمام الإنترنت سوف تواجه صعوبة في تحويل انتباهك إلى مهمة لها متطلَّبات معرفية، بالتالي ستواجه قوة إرادتك المحدودة مشكلة في جذب انتباهك بعيدًا عن بريق الإنترنت، ولكن لو قمت بوضع روتين وطقوس معينة، حينها ستحتاج قوة إرادة أقل بكثير للبدء والاستمرار في العمل العميق، وجعله يحتل أولوية في حياتك.
هنالك عدة طرق لدمج مهارة العمل العميق في جدولك منها: فلسفة الاعتكاف، وتحاول هذه الفلسفة زيادة جهود العمل العميق عن طريق الاعتكاف بمكان منعزل لإنهاء كل أعمالك، والقضاء على جميع الالتزامات السطحية، ويساعد على ذلك وضوح الأهداف، ومعرفة ما تريد بحق، وهناك فلسفة الازدواجية، وفيها يصبح الشخص منعزلًا جزئيًّا لوقت معين من اليوم أو الأسبوع أو العام، عن طريق تقسيم الفرد لوقته، وتخصيص فترات محددة للعمل العميق، وترك الوقت الباقي لتكون متاحًا للجميع. وهنالك فلسفة التناغم، وهي أسهل وسيلة للبدء بانتظام في جلسات العمل العميق عن طريق تحويلها إلى عادة منتظمة بسيطة، ورغم عدم كونها لا تحقِّق أعلى مستويات التفكير، فإن ميزتها تكمن في أنها تعمل بشكل أفضل مع حقيقة الطبيعة البشرية.
وطبعًا العمل العميق لا يدعو للوحدة والانعزال عن جميع البشر، ويُفضَّل اتباع نهج التشاور والانعزال، عن طريق تعريض نفسك لبعض الأفكار وسط مجموعة من البشر على أساس منتظم، والمحافظة على معزل تعمل فيه بعمق على ما تواجهه، ولأن الملهيات تظل مدمرة للعمل العميق يمثل نموذج التشاور والانعزال قالبًا مهمًّا لفصل الملهيات عما هو مفيد لك، كما يجب أن يكون الشخص منطقيًّا في فترة انعزاله ولا يجعل تركيزه المتواصل يطغى على حياته.
الفكرة من كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
يمثل العمل العميق حاليًّا أهمية كبرى يغفل عنها الجميع، فهو ضروري للنجاح لأنه يدفع قدرات الشخص المعرفية إلى أقصى مدى، مما يجعل الفرد قادرًا على أداء أغلب المهام الصعبة، ويطوِّر من نفسه، على عكس العمل السطحي.
والعمل العميق مهم لدرجة أننا يمكن أن نعتبره “القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين”، ولأن القدرة على أداء عمل عميق أصبحت نادرة بشكل متزايد، فقد قام هذا الكتاب بمناقشة أهمية العمل بعمق، كما قدَّم طرق اكتساب تلك المهارة، وصقلها، وكيفية تغيير عادات العمل، وجعلها أكثر إنتاجية، وحياة عميقة تعني حياة جديدة.
مؤلف كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
كال نيوبورت : كاتب، وعالم حاسوب أمريكي، وُلد في عام 1982، وحصل على الدكتوراه من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا في عام 2009، ويعمل حاليًّا أستاذًا مشاركًا في علم الحاسوب في جامعة “جورجتاون”، ويتركز عمله على خوارزميات التواصل الصعبة، ودراسة أنظمة الاتصالات في الطبيعة، وله مدونة باسم “Study Hacks”، تهتم بمواضيع النجاح الأكاديمي والمهني، وقام بتأليف العديد من كتب تطوير الذات.
من أهم أعماله:
Digital Minimalism.
Time-Block Planner.
How to win at college.
A World Without Email.
So Good They Can’t Ignore You.