ما الضوء؟
ما الضوء؟
تُطلَق كلمة الضوء في الفيزياء للتعبير عن الإشعاع الكهرومغناطيسي لأي طول موجي سواء كنا نراه أم لا، وموجات الضوء تكون على سطح البحر مثلًا، وموجات الصوت في الهواء، لكنه لا يتذبذب في الهواء أو جزيئات الماء، بل له حقلان: كهربائي ومغناطيسي، ويحدِّد هذه الموجة شيئان أحدهما سعة الاهتزاز (أي مقدار علو موجة البحر عن السطح أو مقدار ارتفاع الصوت).
أما الشيء الآخر فهو طول الموجة (وهي المسافة التي تفصل بين قمتين موجيتين متتاليتين)، وطول الموجة الصوتية يتراوح بين سنتيمترات وبضعة أمتار كما في الأصوات الرفيعة والخفيضة، أما الأمواج الكهرومغناطيسية فمداها وطولها أوسع من الموجات الكهربائية، وقد يبلغ كيلو مترات مثل موجات الراديو أو مليمترات وأجزاء أصغر كما في الأشعة السينية وأشعة جاما.
فأعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الموجات الضوئية إلا بنسب معينة، فالعين حساسة لشريط من الموجات يتحدد بين 400 و700 نانومتر (النانومتر هو وحدة تستعمل في قياس الضوء، وهي جزء من مليار جزء من المتر أو جزء من مليون جزء من المليمتر)، ونحن نستطيع رؤية أي موجة بين هذين الحدين.
وأثبتت التجارب أننا نرى الموجة باللون الأحمر إذا بلغ طولها 650 نانومترًا وبالأصفر إذا كان طولها 580 بنفس ترتيب ألوان قوس قزح، أما ما يزداد طول موجته عن هذا الحد، فلا يمكن لأعيننا رؤيته مثل الأشعة فوق البنفسجية، لكن بعض الحيوانات مثل الأفاعي تستطيع رؤية ما يزيد طول موجته على 680 نانومترًا، والنحل يستطيع رؤية ما يقل طول موجته عن 380 نانومترًا.
الفكرة من كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ربما يخيل للقارئ منذ أول وهلة غرابةَ عُنوان الكتاب أو سخريته، فما علاقة اللون الأخضر بالنجوم التي نراها في السماء؟ فنجوم السماء بيضاء يتخلَّل بياضها زرقة لا اخضرار!
يصحبنا الكاتب في جولة علمية ممتعة ما بين عالم الألوان والأمواج والأصوات من ناحية الفيزياء والبصريات وعلم الأعصاب والفلك، ويعرِّفنا كيف فسرت هذه المجالات والعلوم المختلفة الأصواتِ والألوانَ وآليةَ عملها، ويعرفنا كيف نبصر الأشياء والألوان ويحلِّل لنا مكوناتها وخواصها وطرق انتقالها، وفهذا الكتاب رغم قلة عدد صفحاته يتسم بالثراء مع التبسيط في عرض وتحليل الحقائق والنظريات والخلو من تعقيدات اللغة العلمية ومصطلحاتها.
مؤلف كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ألان بوكيه Alain Bouquet: كاتب وباحث فرنسي حائز على درجة الدكتوراه في العلوم، ويعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، ويعمل بمختبر الفيزياء الفضائية وعلم الكونيات بجامعة باريس السابعة، وله العديد من الكتب العلمية التي تبسِّط مفاهيم ومجالات العلوم والفيزياء.
ومن أهم مؤلفاته: “كيف تلمع الشمس؟” و”ما الثقب الأسود؟” و”ما تحكيه لنا الأحافير”، و”الإنسان والفيروسات هل هي علاقة دائمة”، و”هل ينبغي أن نصدق نظرية الانفجار الأكبر؟”.