ما الشر؟
ما الشر؟
اختلف الفلاسفة حول ماهية الشر، فمنهم من رأى أن للشر حقيقة وجودية، ومنهم من رأى أن الشر ما هو إلا غياب للخير من الوجود، إلا أن الصواب أن الشر ما هو إلا صفة للأشياء، فليس هناك شيء في الوجود شر محض، وإنما هو عارض يطرأ على شيء سليم فيخرجه عن السلامة، والشر إما أن يكون عدميًّا كأن تنعدم الأمور الضرورية عن شيء ما كانعدام الحركة عن إنسان فيصاب بالشلل، وإما أن يكون شيئًا وجوديًّا كوجود الأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية.
وطبقًا للعقيدة الإسلامية الصحيحة فإن الله لا يفعل الشر، وإنما أفعاله كلها خير لأنه خير محض، فالشرور إنما توجد في المخلوقات التي أوجدها الله، أما الأشياء التي يظهر أن فيها شرًّا فإنها تشتمل على أنواع من الخير قد يعلمها الإنسان وقد لا يعلمها.
بل إن إبليس وهو عنوان على الشر المحض لم يخلقه الله شرًّا محضًا، وإنما خلقه للعبادة، ولكن إبليس اختار أن يكون شرًّا لما عصى أمر الله كما ورد في القرآن، وقد استنبط العلماء من وجود إبليس بعض الحكم مما لا يجعله شرًّا محضًا، ففي تسلُّطه على المؤمنين ومجاهداتهم له زيادة ثواب، وكذلك إخافة الذين يعصون الله بأن يصير حالهم كحاله عند المعصية، فهو عبرة لمن عصى وخالف، وحتى تظهر قدرة الله على إيجاد الخير والشر، فبضدها تتبين الأشياء.
الفكرة من كتاب مشكلة الشر ووجود الله
لقد أصبح الإلحاد ظاهرة موجودة وتحدِّيًا واقعًا، وليست محاربته بمجرد التنفير منه بوسيلة مجدية، وإنما يجب التصدي له بردود علمية وبراهين قاطعة، ولأن مشكلة الشر من أبرز شبهاته؛ فإن هذا الكتاب يعرضها من خلال التأصيل لها ببيان معنى الشر وماهيته، وبيان أنواع الشر الموجود في الكون وتقديم إجابة عن كل نوع، وهذا كله طبقًا للعقيدة الإسلامية.
مؤلف كتاب مشكلة الشر ووجود الله
سامي عامري: مؤلف وباحث تونسي، حاصل على الدكتوراه في مقارنة الأديان، ومهتم بمناقشة قضايا الفكر والإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة.
له عدد من المؤلفات منها: “براهين وجود الله” و”براهين النبوة” و”فمن خلق الله!”.