ما السمنة؟
ما السمنة؟
تُعدُّ السمنة من المشكلات الحديثة التي تواجه العالم اليوم بما تسبِّبه من أزمات صحية في الدول المتقدمة قبل المتخلفة، ويُعرِّفها العلماء تعريفات كثيرة لتشعُّب واختلاط الأسباب بالأضرار، فيقول البعض إن السمنة هي زيادة وزن الجسم أكثر من 20٪ عن الوزن المثالي أو مؤشر كتلة الجسم، والذي يتم حسابه عن طريق قسمة الوزن على مربع الطول (بالمتر)، فإذا كانت قيمة مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.9، فذلك هو الوزن المثالي وإذا زادت المحصلة عن 25 يُعد المرء بدينًا بدرجات السمنة المختلفة، والبعض الآخر يُعرِّف السمنة بأنها اضطرابٌ غذائي أو تمثيلي يحدث فيه إفراط في تراكم الدهون والشحوم، قد يصيب الجسم كله بمختلف أعضائه مثل الأوعية الدموية والقلب والكلية، وفريقٌ آخر يعرِّف السمنة بأنها تلك التي تحدث عندما تكون محصِّلة الطاقة المكتسبة أكبر من الطاقة المستهلَكة، فيحدث ادخار لتلك المواد الغذائية غير المستغلَّة على هيئة دهون في مناطق مختلفة تحت الجلد مباشرةً وبين العضلات في مخازن الدهون الخاصة.
في واقع الأمر ليس هناك تعريف من تلك التعريفات على خطأ لأن كل تعريف ينظر إلى السمنة من وجهة نظر خاصة صحيحة، وأسباب السمنة كثيرة ومختلفة، حيث من الممكن أن تكون تلك الأسباب لها علاقة مباشرة بتمثيل الغذاء وتوزيعه بعد هضمه وامتصاصه، وتكون لأسباب مرضية المنشأ في أعضاء أخرى أو حتى فسيولوجية طبيعية لا مفرَّ منها مثل الحمل، ومن الأسباب المرضية فشل الكبد المُزمن الذي يؤدي بدوره إلى تراكم المياه في الغشاء البريتوني الموجود في البطن، ويُعرف هذا التراكم بـ”الاستسقاء Ascites”، وكذلك فشل عضلة القلب والعجز عن استقبال الدم وضخه بصورة طبيعية، فيتراكم الدم بما فيه من مياه في الجانب الوريدي في الجسم كله فيحدث ارتشاح للمياه خارج الأوعية إلى الأنسجة، وتُعرف بـ”edem”، وكذلك تؤدي أمراض الكلى إلى تجمع الماء في الأنسجة المختلفة أيضًا، مما يسبِّب زيادة في الوزن العام وحدوث السمنة.
أما الأسباب الغذائية فتتمثَّل في زيادة تناول الأغذية عمومًا، والاستعداد الوراثي للسمنة حيث تؤدي الجينات دورًا مهمًّا في الإصابة بالسمنة، وكذا اضطراب الغدد مثل نقص نشاط الغدة الدرقية والعوامل الأخرى من العادات الاجتماعية والحياة الاقتصادية، وانخفاض مستويات الحركة والنشاط تبعًا لزيادة التقدُّم التكنولوجي والمستويات الاقتصادية المرتفعة.. كل هذا بالطبع يسبِّب السمنة بصور متداخلة تتكوَّن من أكثر من سبب معًا.
الفكرة من كتاب السمنة والنحافة
إن السمنة بلا شك هي داء العصر، وأصبحت تمثِّل ضغطًا وتحديًا دائمًا في عقول المسؤولين عن الصحة في العالم، فتارةً يهتمُّون بنشر الوعي عن السِّمنة ومخاطرها، وتارةً يستحدثون أدوية جديدة وجراحات فريدة للتخلُّص من السمنة بصورة حاسمة.
وفي هذا الكتاب يقدِّم الكاتب السمنة بصورة كافية وافية، حيث يعرض بدايةً تعريف السمنة وأسبابها والمخاطر التي تؤدي إليها ثم يبيِّن الطرق المختلفة لعلاجها، وأخيرًا يقدِّم نبذة مختصرة عن النحافة وأنواعها.
مؤلف كتاب السمنة والنحافة
جاسم محمد جندل: كاتب وطبيب عراقي، ولد عام ١٩٥١ في نينوى، حصل على البكالوريوس عام ١٩٧٠ وماچستير الكيمياء الحيوية ١٩٨٥ في جامعة كوروكشترا بالهند، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها، وأصبح عضوًا في الهيئة الاستشارية لتحرير مجلة الحيوانات الصغيرة الأمريكية، وتم انتخابه واحدًا من مجموع ثلاثين أستاذًا متميزًا حول العالم لإنجازاته المثمرة.
له مؤلفات عديدة، من أشهرها:
الطب الشعبي.
موسوعة المرأة.
أمراض العصر.
موسوعة الطفل.