ما الذي يعيق الناجحين عن التغيير؟
ما الذي يعيق الناجحين عن التغيير؟
من أكبر المشكلات التي تواجه الناجحين اعتقادهم أن مستواهم أفضل مما هو عليه، فهم يعتقدون أن المرات الاستثنائية التي حققوا فيها إنجازات رائعة هي التي تعبر عن مستواهم، ويتغاضون عن المرات التي أخفقوا فيها، كما أنهم ينكرون نقاط ضعفهم، وعندما يواجههم من حولهم بنقاط ضعفهم يعتقدون أن هذا الرأي مشوش أو خاطئ، وعندما يتبين لهم عكس ذلك ينتقلون إلى مرحلة الإنكار وفي نهاية المطاف ينتهي بهم الأمر إلى الهجوم على الطرف الآخر.
نظرتهم الإيجابية بشكل مُبالغ فيه لقدراتهم تمنعهم من تقبل النقد، فلديهم اعتقادات ساعدتهم على النجاح لكنها أيضًا تعوقهم عن التغيير، فالناجحون يستدعون المواقف التي وفقوا فيها وينبذون الإخفاقات وجميعنا نفعل ذلك حتى نرفع من معنوياتنا ونملك الطاقة للعمل، لكن الناجحين لا يستخدمون تلك الذكريات لرفع معنوياتهم بل لمقاومة التغيير ولتبرير ذلك لأنفسهم، هذا يجعل نظرتهم غير واقعية فهم يظنون أنهم ما داموا قد نجحوا من قبل فيمكنهم النجاح بصرف النظر عن اختلاف الموقف عما مروا به من قبل، ويظنون أيضًا أن أي نجاح حتى وإن كان جماعيًّا فالنصيب الأكبر من الفضل فيه سوف يكون لهم ولخبراتهم.
الناجحون يعتقدون أنهم يستطيعون التحكم في أي موقف مستعينين بكفاءتهم ولا يرون أي وجود للحظ أو العشوائية، هذا الاعتقاد يساعدهم على انتهاز الفرص التي يراها البعض تهديدات، ولكن هناك بعض المواقف التي تمر بسلام بسبب الحظ وليس الكفاءة، مع ذلك لا يجب الاعتماد بشكل كلي على الحظ، وبالإضافة إلى اعتقاد الناجحين أنهم بالاستعانة بمهاراتهم تمكنوا من النجاح في الماضي ويستطيعون النجاح في الحاضر، فهم يعتبرون أن هذا إشارة إلى قدرتهم على النجاح في المستقبل، وبمجرد إعلان ذلك أمام الجميع يبدؤون بالسعي للقيام بذلك عن طريق استغلال كل الفرص المتاحة، لذا نجد أن الأشخاص الناجحين دائمًا مشغولون لأنهم غارقون في بحر من الفرص لعدم قدرتهم على رفض بعضها، ولا يدركون أن عجزهم عن رفض الفرص سيهوي بهم إلى القاع، ولا يدركون أيضًا أن تغيير المسار في بعض الأحيان أفضل من الصمود لتحقيق الأهداف.
الفكرة من كتاب ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك: كيف يُحقق الناجحون مزيدًا من النجاح
ما العائق أمام تحقيق المزيد من النجاح؟ هل التعرض لخيبات الأمل والإخفاق؟ ماذا عن تحقيق النجاح نفسه؟! نحن بشر لدينا بعض السلوكيات المزعجة التي على الرغم من وجودها لا تعيقنا عن التقدم، لهذا لا نجد ما يدعو إلى التغيير فلا ندرك أن هذا السلوك البسيط في محطة ما من حياتنا سوف يتسبب في تدمير السمعة التي تم بناؤها طوال السنوات الماضية، فالرأي الذي نطرحه في بداية حياتنا المهنية لن يكون بنفس الوزن إذا طرحناه ونحن في منصب أعلى، وقد يرى من حولنا أن هذا تدخل أو غرور في حين أننا نظن أننا نسعى لنقل خبراتنا، هناك أيضًا بعض السلوكيات المنتشرة بين الأشخاص الناجحين كالغرور والعناد وعدم تقبل النقد، لذا يقدم لنا هذا الكتاب نبذة عن بعض هذه السلوكيات المزعجة مع خطوات لاكتشاف أي منها يهدد حياتنا المهنية والأسرية، وتم ذكر بعض العوائق التي يواجهها الناجحون وتمنعهم من السعي للتغيير.
مؤلف كتاب ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك: كيف يُحقق الناجحون مزيدًا من النجاح
مارشال غولدسميث: رجل أعمال وكاتب أمريكي، وُلد عام ١٩٤٩ بفالي ستيشن، بكنتاكي، وحصل على شهادة في الاقتصاد الرياضي من معهد روز هولمان للتكنولوجيا من تير هوت، بإنديانا في عام ١٩٧٠، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلي للأعمال بجامعة إنديانا عام ١٩٧٢، ثم حصل على درجة الدكتوراه من كلية الإدارة بجامعة كاليفورنيا عام ١٩٧٧، في بداية حياته المهنية كان أستاذًا مساعدًا ثم تولى منصب عميد كلية الأعمال بجامعة لويولا ماريماونت، ويدرِّس حاليًّا التعليم التنفيذي في مدرسة تاك في دارتموث، له عدّة مؤلفات، منها:
Mojo: How to Get It, How to Keep It, How to Get It Back If You Lose It
Coaching for Leadership
معلومات عن المترجم:
نزار صقر: مُترجم سوري مُتعدد الثقافات؛ يُتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، وُلد بمدينة دمشق، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعتها، انضم إلى فريق تعبير عام ٢٠٠٩ بعد ١٦ عامًا من الخبرة في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، ومن خلال هذا الفريق ترجم أعمالًا ومقالات لصالح مجلات ومواقع إلكترونية، مثل مجلة أريبيان بزنس وموقع ومضة، ساهم في نقل العديد من الأعمال المهمة إلى اللغة العربية، منها:
تتويج الزبون.
اجتياز الحد الفاصل.