ما الذي يجعل شخصًا ما محبوبًا؟

ما الذي يجعل شخصًا ما محبوبًا؟
من صفات الشخص المحبوب صاحب الشعبية الواسعة أنه منبع للمشاعر الإيجابية، إذ يعبر عن مشاعره لمن يحب، ويخبره أنه يعده صديقًا ويثق به، ويتحلى بابتسامة دائمة صادقة في أثناء تواصله مع الآخرين حتى في أوقات الخمول أو الانزعاج، حرصًا منه على ألا ينقل مشاعره السلبية إلى من حوله.

ويحب البشر المدح ويستمتعون بصحبة من ينظر إليهم بعين الإعجاب، إذ إنهم يشعرون بالرضا إذا سمعوا من الآخرين عن مهاراتهم، مما يؤكد قيمتهم الذاتية ونجاحهم في الطريقة التي يرغبون في تمثيل أنفسهم بها، ومن ثم لكسب إعجاب الآخرين على المرء معرفة ما يجعل شخصًا ما فخورًا بنفسه، ويدعم الصورة التي يحاول تقديمها. على سبيل المثال، إذا كان لديه صديق يرتدي ملابس غير تقليدية، يمكنه إخباره أنه يراه شخصًا فريدًا، فيصدق صديقه أنه مميز ويحرص على استمرار تلك العلاقة الداعمة.
وللتعليقات الإيجابية تأثير كبير في المتلقي إذا قيلت من حين لآخر دون مبالغة أو سطحية، ولا يصح أن يُستخدم المدح لجذب انتباه الطرف الآخر وكسب وده دون العثور على ميزة حقيقية تستحق الثناء، ويعتقد البعض أن كونهم لطفاء بشكل زائد يكسبهم الصداقات، ولكن في الواقع، يقلل ذلك من إعجاب الآخرين بهم، لأن إيثارهم الزائد عن الحد يجعل من يتعاملون معهم يشعرون أنهم مدينون، أو يتعاملون بحذر خوفًا من وجود دوافع خفية للتصرف على هذا النحو.
ومن المقبول قول “لا” مع توضيح سبب عدم القدرة على الالتزام، وإن كان السبب أن وقت المرء لا يسمح، أو أن لديه أمورًا أخرى يفضل استنفاد طاقته بها، وعليه منح الأولوية لاحتياجاته على تلك الخاصة بالآخرين، وأن يتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة قبل أن يُقدم التضحيات إليهم، حتى يتأكد أن الخدمات التي يقدمها تنبع من رغبة صادقة في إفادتهم لا من دوافع مستترة، وغيرها من النصائح اللازمة لكسب الصداقات وإنجاح العلاقات.
الفكرة من كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
تختلف برمجيات الأدمغة البشرية بعضها عن بعض إلى حد ما، إلا أن الدوافع البشرية الأساسية موحدة بشكل كبير، ومنها حاجة جميع البشر إلى تفاعلات اجتماعية من أجل صحتهم العقلية والجسدية، ومن ثم طوروا عبر آلاف السنين ما يساعدهم على الاختلاط بالآخرين لأغراض الصيد والتناسل والبقاء على قيد الحياة.
ويهدف هذا الكتاب إلى اكتشاف ما يمنح المرء إحساسًا بالانسجام مع الآخرين، ويساعده على تحسين ذاته ورفع مستوى اليقظة والانتباه، كما يهدف إلى معرفة ما يبحث عنه الأشخاص عندما يقيمون بعضهم بعضًا، ويقدم خريطة طريق لتحقيق النجاح الاجتماعي بالاطلاع على دراسات في علم النفس الاجتماعي.
مؤلف كتاب فن الذكاء الاجتماعي: كن شخصية مؤثرة، ولديها ثقة بالنفس وحضور اجتماعي مميز
باتريك كينج: كاتب ومدرب متخصص في التفاعلات الاجتماعية ومهارات التواصل في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، ذاع صيته في منصات ومجلات عديدة مثل: TEDx وNBC News وBusiness Insider، ومن أشهر مؤلفاته:
10 دقائق مع الفلسفة: مختصر أهم ما قدمه فلاسفة العالم.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
معلومات عن المترجمة:
مروة هاشم: مترجمة ومحررة صحفية، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والترجمة التحريرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي عضوة في لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر منذ نوفمبر 2017، نشرت عديدًا من المقالات والحوارات الصحفية في عديد من المواقع الإخبارية والمجلات المصرية، كما صدر لها أكثر من خمسة عشر كتابًا مترجمًا من أبرزها: “عبودية الكراكيب”، و”ترجمان الأوجاع”، و”فن الحياة”.