ما الذي يجعلنا مقاومين للأنسولين؟
ما الذي يجعلنا مقاومين للأنسولين؟
يوجد كثير من الأسباب التي تقع وراء الإصابة بمقاومة الأنسولين أولها الصفات الوراثية، فإذا كان يعاني الوالدان مقاومة الأنسولين، يصبح الفرد أكثر عرضة للإصابة بها. وثانيها التقدم في العمر الذي يُصاحَب في الأغلب بمقاومة الأنسولين. أما ثالث أسباب مقاومة الأنسولين فترجع إلى التغيرات الهرمونية، فعند السيدات في سن انقطاع الطمث ينخفض هرمون الإستروجين، ونتيجة لذلك تقل حساسية الخلايا للأنسولين وتدخل في حالة المقاومة، وكذلك عند الرجال يقل هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر مما يتسبب أيضًا في الإصابة بمقاومة الأنسولين. كما توجد بعض الهرمونات التي إن تزايدت تفقد الخلايا حساسيتها وتصبح مقاومة للأنسولين، مثل: الأدرينالين والكورتيزول، وهذه الهرمونات تتزايد عند التوتر. وعلى النقيض توجد هرمونات أخرى يتسبب نقصها في الإصابة بمقاومة الأنسولين، مثل: هرمون الثيروكسين المُفرز من الغدة الدرقية، وذلك لأن نقص الثيروكسين ينتج عنه نقص في مستقبلات الأنسولين على سطح الخلايا.
وبعد الحديث عن الهرمونات ننتقل الآن إلى رابع أسباب مقاومة الأنسولين، وربما تكون السمنة أهمها على الإطلاق. إذًا ما أسلحة السمنة التي تمكنها من جعل الجسم مقاومًا للأنسولين؟ السلاح الأول ينشأ من مكان تخزين الدهون، فكلما كانت الدهون متمركزة في منطقة البطن وحول الأحشاء أصبحت أكثر خطرًا، أما السلاح الثاني للسمنة فيحدده حجم الخلية الدهنية، إذ تزداد الخطورة كلما ازدادت الخلية في الحجم، وذلك لامتلاكها عددًا أقل من مستقبلات الأنسولين مقارنة بحجمها فتصبح أكثر التهابًا وقابلية للتفكك وتسريب محتوياتها في الدم
وكل من الدهون والالتهابات تعزز مقاومة الأنسولين، بينما السبب الخامس وراء مقاومة الأنسولين هو الالتهاب والإجهاد التأكسدي، فكلما تعرضت الخلايا لقدر أكبر من الالتهابات ونواتج الأكسدة كانت أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين بسبب الاضطرابات الأيضية الناتجة عنهم. أما السبب السادس من أسباب مقاومة الأنسولين فهو متعلق بأسلوب الحياة الذي يتبعه الفرد، فمع تلوث الهواء والتدخين وتناول أطعمة غير صحية ومليئة بالمحليات الصناعية، ومع إهمال النوم وقلة الحركة وسيطرة الخمول، تتزايد معدلات الإصابة بمقاومة الأنسولين.
الفكرة من كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
جميعنا يخشى اليوم الذي قد يصاب فيه بأحد الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وتصلب الشرايين، ولكن هل بأيدينا شيء غير أن نخشاه؟ بالتأكيد نعم! بأيدينا تجنبه إذا وجهنا انتباهنا لشيء واحد فقط وهو مستوى الأنسولين في الدم ومدى حساسية خلايا الجسم له، يبدو ذلك أمرًا مستبعدًا وخياليًّا قليلًا، وربما حدثت نفسك قائلًا “أليس الأنسولين مسؤولًا عن مرض السكري؟! فما دخله إذًا بالأمراض المزمنة الأخرى؟ وهل مجرد الاهتمام بالأنسولين يقيني كل الأمراض المزمنة؟!”، ولكني أطالبك بحفظ سؤالك لأنك من سيجيب عنه في نهاية رحلتنا، وذلك بعد الاطلاع على الأنسولين ومقاومة الخلايا له ومدى تأثيرها في كل الجسم، ولن ننسى كذلك سبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب لماذا نمرض؟ الوباء الخفي الكامن وراء معظم الأمراض المزمنة وكيفية مواجهته
بينجامين بيكمان: حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والطاقة الحيوية من جامعة شرق كاليفورنيا، بالإضافة إلى ماجستير العلوم وفسيولوجيا التمرين من جامعة بريجهام يونج، له عديد من الأبحاث في بيولوجيا وفسيولوجيا الخلايا البشرية.