ما الذي فعله المسلمون بدينهم؟!
ما الذي فعله المسلمون بدينهم؟!
يشير الغزالي إلى أن هناك من يؤمن بالله عن تقليد، ما أعمل فكرًا وأدار بصرًا، فما فعله بعض المسلمين في الإسلام أنهم فرَّغوا قيمته، وغاصوا في مناقشة مسائل فرعية وتجنَّبوا قضايا الأُمَّة، فالمؤمنون المقلدون، والمصلون الذاهلون، ينفعلون ولا يفعلون، ويقادون ولا يقودون، ويعيشون وفق ما يقال لهم لا ما توحيه ضمائرهم، وأغلب العابدين يرجحون عبادة نافلة على درس علمي أو ابتكار صناعي، بينما يطالب الطلاب بترك معاهدهم وهجر كلياتهم، أو تكلف النساء بالزهد في العلم والثقافة والوعي الشامل لشئون أمتهن.
ومن ناحية أخرى؛ فإنَّ هناك عددًا من خريجي الجامعات الغربية عاد إلى بلاده فاقدًا رشده، لأنه قبل أن يذهب لم يكن لديه نصاب الفكر الإسلامي الذي يحصنه من الوقوع في براثن المبشرين والمستشرقين، فالواقع أن مستقبلي الغزو الثقافي يشعرون بالنقص، ويحسبون التغلب عليه يكون بتقليد الحضارة الحديثة في مثلها وتقاليدها وأحوالها كلها.
كما تعوَّد المسلمون أن يستقبلوا حاكميهم استقبال الأقدار النازلة إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، وهذا الصنف يتبنى أسلوب الضلال ويضفي عليه الطابع الإسلامي وهو لا يدرس عن حقوق الشعوب، وعن أسس الشورى والبيعة والمساءلة، فمأساة الإسلام تكمن في أن أناسًا يتقدمون بتقاليد الشعوب على أنها تعاليم الوحي.
الفكرة من كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
“إن مستقبلي الغزو الثقافي يشعرون بالنقص، ويحسبون التغلب عليه يكون بتقليد الحضارة الحديثة في مثلها وتقاليدها وأحوالها كلها”.. يعرض الكتاب الحالة الفكرية والتشوهات في تصورات الحياة التي أصابت المسلمين فخلقت حالة من الفراغ، فصار المسلمون هدفًا سهلًا للغزو الثقافي من قِبل الشيوعيين والصليبيين.
كما يوضِّح الطُرق التي يستعملها هذا الغزو في القضاء على روح الإسلام، والخطوات التي يجب أن يتخذها المسلمون للقيام مرة أُخرى بالإسلام على صورته الحقيقية.
مؤلف كتاب الغزو الثقافي يمتد في فراغنا
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري. وُلد في سبتمبر عام 1917، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، ونال العديد من الجوائز والتكريم، فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
من مؤلفاته:
– جدد حياتك.
– عقيدة المسلم.
– تأملات في الدين والحياة.
– فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء.
وغيرها من الكُتب.
توفي في مارس عام 1996م في السعودية، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة.