ما الذي ستقدمه؟
ما الذي ستقدمه؟
السعادة لا يمكن اكتسابها مباشرةً، وإنما يُعثر عليها في أعمال العطاء اليومية، فلا تقل: ما الفائدة التي سأجنيها؟ بل قل: ما الفائدة التي سأقدمها؟ هذا التغيير البسيط بإمكانه صنع الكثير لأنك حينها لن تكون غايتك في الحياة الحصول فقط على ما تحتاج بل والعطاء أيضًا، فعندما تساعد شخصًا ما أو ترفع من روحه المعنوية بكلمة طيبة أو تستمع لمشكلاته فحسب، ستشعر بالسعادة والسلام الداخلي.
ابدأ في استثمار المزيد من الوقت في مساعدة الآخرين، ولو بفعل خير واحد فقط في اليوم (من غير أن تخبر أحدًا)، ثم أضف المزيد من الأعمال حتى يصبح ذلك سلوكك الروتيني، وحينها سيقل قلقك من الأمور المادية التافهة كالمال والسلطة والشهرة والطموح، فأهم ما في الحياة هو ما تمنح الآخرين إياه من وقتك، ولا تنتظر مناسبات كبيرة لتبدأ فيها العطاء، بل مارس العطاء كل يوم، فإذا بدأت بعقلية متفتحة ستجد العشرات من فرص العطاء أمامك في كل مكان تذهب إليه، كالتخلي عن الكرسي الذي تجلس عليه أو مساعدة أحد على حمل الحقيبة عنه أو قول “صباح الخير” أو “شكرًا” أو التعبير عن اهتمام صادقٍ بالآخرين، فإلقاء تحية صادقة تختلف عن قول صباح الخير بشكلٍ عفوي.
فالعطاء يركز على الآخرين وما يحتاجونه فعلًا، ويجلب لك منافع لم تكن في حسبانك، وكما قيل صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وهذه المنافع لا تقتصر على الشعور بالسعادة أو الرضا فقط، بل تشمل التواضع، فإنك لا تقدم لهم خدمة ولا تصنع معروفًا تستحق الشكر عنه، لكنك تسدي إلى نفسك معروفًا، والتواضع مطلب أساسي ليكون للعطاء معنى.
ولا مشكلة في أن تبدأ أعمال العطاء من أجل تحسين الصورة العامة للشركة التي تعمل فيها أو لأن مساعدة الآخرين تمنحك شعورًا جيدًا، ففي النهاية ستفقد بعضًا من غرورك وتبدأ في العطاء بتواضع، وحتى ذلك الحين ستسهم في حياة كثيرين من الناس وستجعلهم يتمتعون بشعورٍ أفضل.
الفكرة من كتاب الوصايا اليومية الست
إن التعبير عن الحب يعني القدرة على رؤية أكثر احتياجات الآخرين خصوصية وسرية، والتعامل معها باهتمام كما لو كانت احتياجاتك أنت..
هذا الكتاب يرشدك إلى تحقيق التوازن بين الرفاهية والغاية، أي بين الطموح المهني والربح المادي من جانب، والإنجاز الشخصي والمعاني العميقة للحياة من جانب آخر، وبمعنى أدق: يرشدك إلى المنطقة الوسطى بين الإنجاز المادي والإنجاز الروحي دون إضافة أي التزامات تثقلك. من خلال ستة مبادئ أو استراتيجيات بسيطة من شأنها تغيير حياتك ومساعدتك على تعزيز رؤيتك الشخصية وتبني منظور إيجابي كل يوم، والتواصل مع ذاتك الداخلية، وبوسعك دمج هذه المبادئ أو التركيز على واحد منها فقط إن كان وقتك لا يسمح ولا مسؤولياتك، بالتركيز عليها جميعًا، المهم أن تعمل بجدٍّ وتركيز.
مؤلف كتاب الوصايا اليومية الست
جون تشابلير John Chappelear: كاتب يتمتع بخبرة ثلاثين عامًا في الإدارة التنفيذية وإقامة المشروعات، وقد أسس شركته الأولى في واشنطن العاصمة وهو في الثلاثين من عمره، وظهر في البرامج التليفزيونية والإذاعية المحلية والقومية التي تسعى على الدوام إلى استضافته.
له كتابات كثيرة في الصحف والمجلات بجميع أنحاء البلاد، فضلًا عن عضويته في مجالس إدارات العديد من المؤسسات الخدمية وغير الهادفة إلى الربح، وقد تلقى خطاب إشادة من الرئاسة الأمريكية تقديرًا لالتزامه تجاه مجتمعه.