ما الذاكرة، وكيف يمكن تطويرها وتنميتها؟
ما الذاكرة، وكيف يمكن تطويرها وتنميتها؟
الذاكرة من أهم محدِّدات الجانب الفعلي لسلوك الإنسان، وتمثِّل المخزون الفكري للإنسان، لأنها تقوم بتخزين التجارب والانطباعات والخبرات التي يكتسبها الإنسان من العالم الخارجي، وتمتلك الذاكرة معنًى مزدوجًا، إذ يمكن تعريفها على أنها عملية وضع المعلومات في العقل، وقد تشير إلى عملية استدعاء بنك المعلومات من العقل، وبفضل الذاكرة تُثرَى الحياة العقلية للإنسان، مما يُحسِّن من إدارة العقل لتنظيم سلوك الإنسان وتصرُّفاته مع الآخرين، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر في مدى انسجام هذا الإنسان مع البيئة المحيطة به، ولا تقتصر وظيفة الذاكرة على تسجيل وحفظ ما حدث بالماضي فقط، بل إن لها دورًا مهمًّا في كل فعل حيوي تريد القيام به في الوقت الحالي، وربط كل عنصر بما سبقه وبما سيأتي بعده، ومن دون هذا الربط لا يمكن التعلم والتطور والنمو للإنسان.
لتطوير الذاكرة يلزمنا أولًا تنمية الذاكرة قصيرة المدى، وذلك عن طريق عدة طرق منها: التسميع، إذ إن ترديد المعلومات وتسميعها يثُبِّت المعلومات بالذاكرة قصيرة المدى، كما يُفضَّل المحافظة على عدم التداخل في المعلومات الذي يتسبَّب في تعطيل بعض المعلومات لمعلومات أخرى، وثَبُتَ بالتجربة أن النسيان لدى من ينامون بعد حفظ المعلومات يكون أقل منه لدى من يظلون مستيقظين بعدها، وذلك بسبب قلة حدوث التداخل في المعلومات، وثانيًا، يلزمنا تنمية الذاكرة طويلة المدى، وذلك من خلال الترميز الجيد للمعلومات، وبذل مجهود كبير في ترميزها لتتحوَّل إلى الذاكرة طويلة المدى، وقد يحدث النسيان وعدم التركيز نتيجة كون الشخص شارد الذهن ولم يقم بترميز المعلومات في المكان الصحيح لذلك.
وتتطلَّب تنمية الذاكرة أيضًا ضرورة التدوين العلمي للأفكار، فكلما امتلك الشخص وفرة من المعلومات المخزنة بالعقل الباطني زادت مقدرته على التفكير الجيد، وتوسَّعت مدارك أفكاره ومعرفته، كما تلعب القراءة الفعالة دورًا كبيرًا في تنمية الذاكرة من خلال الحرص على القراءة المتأنية، وتلخيص الأفكار والتركيز على النقاط المهمة، ومعرفة الهدف العام من الموضوع.
الفكرة من كتاب الذاكرة ومهارات إدارة العقل
كل إنسان منا يولد عبقريًّا بفطرته، لكنه قد يفقد هذه العبقرية بالتدريج إن لم يسعَ لتنمية قدراته الذهنية والعقلية، والاستثمار في العقل هو أهم حساب بنكي في حياة الإنسان، إذ يُولد الجميع عبقريًّا ولا دخل للجينات في ذلك، فوحدها البيئة المحيطة هي ما يحدد ذلك، ولذا كان هدف هذا الكتاب هو كشف الحجاب عن أسرار الذاكرة، وتوضيح كيف أن استثمارها في إدارة العقل البشري يحقِّق النجاح، كما ناقش الكتاب طريقة تنمية وتقوية الذاكرة، فإن كنت تعاني ضعفًا في الذاكرة، أو ترغب في تنمية ذكائك، أو ذكاء طفلك، وتطوير قدرتك على التفكير المنظم سيقدِّم لك هذا الكتاب العون والإرشاد لتحقيق ذلك.
مؤلف كتاب الذاكرة ومهارات إدارة العقل
الدكتور محمد أحمد الطيب هيكل: وُلد في عام ١٩٤٥، وتخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام ١٩٦٨، ثم حصل على ماجستير في القانون الإداري، ودكتوراه في العلوم الإدارية والقانونية من جامعة عين شمس، كما حصل على وسام الجمهورية، شارك في العديد من البرامج التدريبية والدورات والحلقات العلمية والمؤتمرات، وألف واشترك في أكثر من مائة بحث في الجهات العلمية المتخصصة، وهو خبير وأستاذ في مجال التدريس والتدريب والبحوث والاستشارات، تقلَّد العديد من الوظائف، ويعمل حاليًّا أستاذًا بأكاديمية الشرطة، وكلية التجارة جامعة عين شمس.
ومن أهم مؤلفاته: “مهارات إدارة الأزمات والكوارث”، و”السلطة الرئاسية”، و”السلوك التنظيمي”، و”مهارات إدارة المشروعات الصغيرة”، و”مهارات إدارة الوقت”.