ما الدور الذي تلعبه الكاريزما في اختيار القائد؟
ما الدور الذي تلعبه الكاريزما في اختيار القائد؟
الكاريزما أو سحر الشخصية، تعني أن الشخص لديه موهبة في مهارات التواصل والتأثير في الآخرين، وجذب اهتمام الحضور، فهل هي من شروط القيادة؟ عادةً يختار المسؤولون الموظفين في المجالات المختلفة بناءً على الصداقة الشخصية، على أساس أن الصديق أهم من الغريب، وكذلك على أساس المعرفة الشخصية، من منطلق أن من يعرفونه أفضل ممن لا يعرفونه، أي أن الولاء والمعرفة يلعبان دورًا في الاختيار، وكذلك يختارون الموظفين بناء على سجلهم السابق، لأنهم يفترضون أن نجاح الشخص سابقًا يعني بالضرورة نجاحه في العمل الجديد،
رغم أن ذلك لا يحدث دائمًا، لأن العوامل التي ساعدت على نجاحه في السابق قد لا تتوافر في عمله الجديد، ويُستنتج من ذلك أن الكاريزما لا تنال أهمية كبيرة إن لم توجد في الشخص المرشح، إذ يوجد عديد من الشخصيات الذين يملكون الكاريزما، لكن تنقصهم الخبرات والمهارات والتاريخ الحافل بالإنجاز، ومع ذلك إن وجدت هذه الصفة في الشخص فينبغي عدم تجاهلها، بل يجب استثمارها بما يعود بالنفع على الجميع، فهو يملك قدرة كبيرة على التأثير في الناس وقد يصبح مصدر إلهام، وهناك أشخاص امتلكوا الكاريزما والفاعلية معًا، منهم الفاروق عمر (رضي الله عنه).
لقد جمع الفاروق بين صفتين في مجال الإدارة والقيادة، وهما الكفاءة والفاعلية، والكفاءة هي تحقيق الأهداف من خلال استخدام مثالي للموارد، بأقل وقت وجهد وتكلفة، والفاعلية هي تحقيق الأهداف بشكل صحيح دون اهتمام بالموارد المستخدمة، والقائد يهتم بالفاعلية، والمدير يهتم بالكفاءة، والجمع بين الصفتين في الوقت نفسه هو ما يطمح إليه أي مكان عمل. إن القائد الناجح يتصف بالتواضع واحترام الآخرين، ويتحدث مع الموظفين حول مشكلاتهم الصغيرة والكبيرة، لأنه يَعي أن أغلب المشكلات التي تواجههم في العمل تدور حول أمور إنسانية وليست تقنية
كما يُنصِت إليهم جيدًا، ويستمع أكثر مما يتحدث، فالإنصات خُلُقٌ حسن كما أنه وسيلة لاتخاذ القرار المناسب، وقلة الحديث دليل على كثرة العمل، والقائد الناجح يتقبل النقد، ولا يخاف توظيف من هم أفضل منه، بل يعتبرهم إضافة حقيقية إلى المؤسسة، وعاملًا مهمًّا لتحقيق الأهداف، كما أنه يعمل باستمرار ويُتقن عمله ويُبدِع فيه، ويكسب الآخرين ويحب الخير لهم، ويتميز بحكمته وسداد رأيه، ويدرك أهمية العمل الجماعي، ولا ينسب النجاح لنفسه، بل يشارك فريقه فيه، وفي حالة الفشل أو الوقوع في الخطأ يتحمل مسؤوليته ولا يتهرب منه أو يلوم غيره.
الفكرة من كتاب لماذا نعمل 8 ساعات؟ قصص وتجارب من عالم الإدارة والقيادة
في هذا الكتاب دعوة إلى إعادة النظر في نظام العمل الحالي، ومدى ملاءمته للتطور التكنولوجي الحديث، كما أنه يعود بالزمن إلى شخصيات إسلامية عظيمة، للاستفادة من تجاربهم، والاقتداء بهم وبمبادئهم وأخلاقهم الحسنة، وعلى رأسها الأمانة، إذ حققوا إنجازات كبيرة وكانوا عزًّا للإسلام والمسلمين، ويمكن للمديرين والقادة الاستفادة منها في الوقت الحاضر وتطبيقها في المؤسسات والشركات في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب لماذا نعمل 8 ساعات؟ قصص وتجارب من عالم الإدارة والقيادة
عبد الله العمادي: كاتب صحفي ومؤلف، كتب كثيرًا من المقالات اليومية والأسبوعية والدورية في صحف محلية وعربية، ولديه مدونة شخصية بعنوان «أطياف»، يكتب فيها عن تعزيز الذات وبناء الشخصية، ويعبر عن رأيه في القضايا العامة، ومن مؤلفاته:
«لا تكن حجر شطرنج».
«منارات».
«أشياء يفعلها السعداء».