ما الخلية؟

لو تخيَّلنا مصنعًا متعدِّد الوظائف والآلات، لا يقف نشاطه طوال اليوم رغم أنه يُعاد فكه وتركيبه باستمرار، فالخلية أعقد بكثير، إذ قد تمثِّل خلية واحدة مخلوقًا متكاملًا كالبكتيريا إلى نحو مئة تريليون خلية في الإنسان إلى أضعاف هذا الرقم في الحوت الأزرق، بيدَ أن لكل الخلايا سمات مشتركة منها أنها تعمل ككيان منفصل عن البيئة المحيطة لكنها تتفاعل معه باستمرار للنمو وضمان البقاء، وتتميز الكائنات عديدة الخلايا بقدرتها على التمايز والتجمُّع لتكوين أنسجة تكوِّن الأعضاء التي تشكل أجسامنا، فنحو مئتي شكل مختلف من الخلايا تكوِّن أربعة أنواع من الأنسجة هي الطلائي الذي يكسو الأسطح الخارجية، والضام في الدم والغضاريف والعظام، والنسيجان العضلي والعصبي.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تتباين أعمار الخلايا ومعدلات انقسامها؛ فبعض خلايا الدم البيضاء تعيش لثماني ساعات فقط، وكرات الدم الحمراء تظل ١٢٠ يومًا، أما الخلايا العصبية فتعمر لسنوات طويلة لأنَّ ما يُفقد منها لا يتجدَّد بينما تتجدَّد خلايا الجلد بسرعة كبيرة؛ لذا فإن ٦٠٪ من غبار منازلنا هو خلايا جلد ميتة انفصلت عنَّا، وهو غذاء لملايين من غثِّ الغبار على فراش أسرَّتنا!

الخلايا النباتية والحيوانية أكبر ألف مرة من البكتريا وأعقد منها؛ إذ تحتوي أعدادًا كبيرة من العناصر البنيوية البروتينية، وأجسامًا صغيرة مغلَّفة بالأغشية تُسمى عُضيَّات تقوم بوظائف معينة. يسبح الـ DNA البكتيري بحريَّة داخل الخلية فتستطيع الانقسام خلال مدة لا تتجاوز ٢٠ دقيقة، لكن في الخلايا الحيوانية والنباتية فالـDNA محبوس داخل عُضيَّة تُسمى النواة، ومنها تعود تسميتها إلى حقيقيات النواة، وتمثل جزيئات البروتين الوحدة الأساسية للحياة؛ حيث تنتج الخلايا آلاف الأنواع من البروتينات المكونة من ٢٠ نوعًا من الأحماض الأمينية، ولكل بروتين شفرة مخزَّنة في الجينات الموجودة على الـDNA، ورغم أن عدد الجينات لا يتعدى ٢٤ ألفًا، فأجسامنا تحوي أضعاف هذا العدد من البروتينات من خلال تعديل الرسالة الوراثية الأصلية.

الخلايا هي اللبنة الأساسية المكوِّنة لأجسام الكائنات الحية، ولكنها ليست كيانات مصمتة تتراص جنبًا إلى جنب، بل هي نظام عجيب يجري فيه الكثير من الأحداث المثيرة والباهرة.. فممَّ تتركَّب الخلايا؟ وكيف تعمل؟ وهل تجارب العلاج الخلوي يمكن أن يقفز بها الأطباء من زراعة الأعضاء إلى زراعة الأنسجة والخلايا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية من قَبيل علاج المثْل بالمثْل كعلاج أمراض الكبد بخلايا كبدية، كما عبَّر أحد الأطباء؟ يحاول هذا الكتاب المكثَّف وضع إجابات مفتاحية لتلك الأسئلة.

– تيرينس آلن Terence Allen: عضو الجمعية البريطانية لعلم الأحياء الخلوي، وجمعية الكيمياء الحيوية والجمعية الملكية للدراسات المجهرية، له أكثر من مائتي ورقة بحثية في مختلف المجلَّات الأكاديمية.

من مؤلفاته:
Microscopy.. Very short introduction.

– جراهام كاولينج Graham Cowling: أستاذ دراسات عليا للطلاب المتخصصين في أبحاث السرطان في كلية الطب بجامعة مانشستر، وكان يعمل قبلها متخصصًا في علم الأحياء الجزيئي في المختبرات الصناعية والأكاديمية، وألَّف عددًا من الأوراق البحثية.