ما التعلم الذاتي؟
ما التعلم الذاتي؟
ربما يكون التعليم الأكاديمي مهمًّا حين نبحث عن الوظائف، ولكن التعلم الذاتي هو الأهم حين يكون هدفنا هو الثروة المعرفية؛ إنه نمط التعلم الذي يحصل فيه الشخص على المعلومة بنفسه بدافع ذاتي لتحقيق أهدافٍ خاصة به، ويكون المتعلم فيه هو المسؤول عن رحلة التعلم التي تستمر طيلة حياته تقريبًا، بعكس التعليم الأكاديمي الإجباري، وينقل لنا الكتاب تعريف الدكتورة ريما الجرف للتعلم الذاتي، فقد عرفته قائلةً: “التعلم الذاتي هو الاستمرار في اكتساب المعلومات والمهارات خارج الصف والمدرسة والجامعة، معتمدين على أنفسنا (دون معلم)، ليس لأجل تحقيق النجاح والشهادة، بل لتحقيق أغراض شخصية كالإجابة عن سؤال أو حل مشكلةٍ أو البحث عن عمل.”
ورغم أن للتعلم الذاتي صورة لامعة، تظل هناك بعض العيوب فيه بالتأكيد، مثل كونه لا يتناسب مع بعض المجالات مثل بعض الألعاب الرياضية، وقلة التفاعل بين المتعلمين والمعلم، ما يمكن أن يثير الملل لدى بعضهم أو يقلل الرغبة في التحدي، كما أنه يمكن أن يكون مكلفًا أحيانًا، ويتطلَّب جهدًا كبيرًا في إعداد مواده بالنسبة للمعلمين، لكن هذه العيوب ضيئلةٌ مقارنةً بما له من مميزات ومنافع، إذ نجد فيه قدرًا كبيرًا من المتعة والحرية والاستقلالية والاعتماد على النفس، ويساعد على مواكبة التطورات السريعة في عصرنا، وهو لا يرتبط بمكانٍ معين، بل يستفيد المتعلم من المكتبات والزيارات الميدانية لأماكن مثل المتاحف، كما أنه يحفز رغبة البحث والاستكشاف، ويتيح للمتعلم اختيار المنهج الذي يناسبه فيراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، وتُصمَّم برامج التعلم الذاتي عادةً مع تحديد دقيق للأهداف التعليمية وتتابع وترابط في المحتوى التعليمي؛ ما يسهل تقييم المتعلم لنفسه ومتابعة تقدمه، وغير ذلك من الخصائص التي تميزه.
هل يُلغي هذا الأسلوب دور المعلمين تمامًا؟ بالتأكيد لا؛ المعلمون هم المسؤولون عن إعداد المواد والمصادر التعليمية، كما أنهم يوجِّهون الطلاب إلى اختيار برامج تناسب مستوياتهم، ويساعدونهم على تعرُّف مواهبهم ومهاراتهم، ويدرِّبون المتعلمين على مهارات البحث والمهارات المكتبية عمومًا، كما أنهم يعملون على سد الثغرات في مسارات الطلاب التعليمية واستكمال ما ينقصهم من خبرات، ولهم دور المستشار في مختلف مراحل التعلم الذاتي من تخطيط وتنفيذ وتقييم.
الفكرة من كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
لا يخفى على أحدٍ ما للتعليم من أثرٍ في تقدم الأمم والمجتمعات أو تأخرها، ولا ينكر أحدٌ ما للتعلم الذاتي من أهمية وفائدة إضافةً إلى توافر مصادره وسهولة الوصول إليها في هذا العصر؛ وانطلاقًا من هذا يحدثنا الكتاب عن أساليب مختلفة ومتنوعة للتعليم بعيدًا عن أسلوب التلقين التقليدي وأكثر فاعلية منه، ويحدثنا عن التعلم الذاتي وخصائصه والمهارات اللازمة له وبعض مصادره أيضًا.
مؤلف كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
مريم بنت محمد العرفج الغامدي: معلمة بالمملكة العربية السعودية، تحب التعليم والتعلم، ومهتمة بالتعلم الذاتي، ولها كتاب آخر عنوانه “خبراتي وتجاربي في التعليم”.