ما الاعتماديَّة؟
ما الاعتماديَّة؟
يتم تعريف الاعتمادية بصفة عامة بأنها محاولات مستمرة للسيطرة على البيئة الخارجية من أشياء وأشخاص بدافع الاستقرار والتوازن النفسي، ولا يتحقق هذا الاستقرار على المدى البعيد لأنه ينبع من الداخل فقط ولا يمكن أن يأتي من الخارج، فالطفل أو المراهق عندما يتلقى تربية سليمة متوازنة، يبدأ في تجاوز الاعتمادية الطفلية ويتعلم السيطرة على النفس من الداخل ويكون اعتماده في حدود صحية، حيث يتناسب قدر عدم الاستقرار في الأسرة والصفات الوراثية على درجة اعتمادية الطفل، وأيضًا يمكن للإنسان تجاوز الاعتمادية من خلال التعلُّم من أشخاص خارج الأسرة أو قيم المجتمع، وهذا يفسِّر وجود أشخاص لا يعانون قدرًا كبيرًا من الاعتمادية على الرغم من نشأتهم في أسر مضطربة.
والعلاقات الاعتمادية لا يكون هدفها الحقيقي الارتباط بالآخر وبناء علاقة حقيقية معه، بل هدفها هو الشعور بالإشباع الشخصي والتحكم في الحالة النفسية الداخلية، وهذا الهدف لا يكون واضحًا أمام الشخص الاعتمادي، بل يظن أن هذه العلاقة هي الحب الحقيقي والصداقة الحقيقية، ولكنه قد يبصر ذلك عندما تتكرَّر العلاقات الفاشلة التي كان يظن في كل واحدة منها أنها العلاقة المثالية، وهنا يبدأ التعافي.
وهناك نوعان من الشخصيات الاعتمادية؛ فهناك الاعتمادي التقليدي الذي لديه مظهر الاحتياج ويتسوَّل الحب ويسعى لإرضاء الأحباب بكل الطرق، وهناك الاعتمادي العكسي الذي لديه نفس الإحساس بالاحتياج إلى آخرين، لكنه لا يتسوَّل الحب بل يعمل على أن يتسول الآخرون الحب منه من خلال التظاهر بالقوة والاستقرار وعدم الاحتياج، فينجذب إليه أصحاب الشخصية الاعتمادية التقليدية.
وتكون المهارة الأساسية لدى كل الاعتماديين هي السيطرة على الآخرين باعتبارها الطريقة الوحيدة لبقاء الحب، لكن العلاقات الصحية هي التي تمارس العطاء مع الأخذ وهدفها تحقيق مصلحة النفس والآخر.
الفكرة من كتاب صحة العلاقات
منذ البَدء والإنسان يَتوقُ إلى العلاقة بالآخر، ويختلف الإنسان عن الحيوان في أنه في كل مرة يولد إنسان تولد معه شبكة من العلاقات تبقى طوال العمر، فيتحدث الكاتب هنا عن العلاقات الإنسانية وتحليلها وتسليط الضوء على جوانب السوء والمرض منها بغرض العلاج وبناء علاقات صحية مثمرة قائمة على الأخذ والعطاء دون اعتمادية مُمرضة ولا ذوبان يمسخ الشخصية.
مؤلف كتاب صحة العلاقات
أوسم وصفي: طبيب ومعالج نفسي، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990، وماجستير الأمراض العصبية والنفسية سنة 1997، وعمل بمؤسسة الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، ومستشارًا في برنامج الإيدز للدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
له أكثر من عشرين مولفًا في مجال الصحة النفسية والروحية، ومنها:
القلب الواعي.
مهارات الحياة.
معرفة الله والنفس.