ما الأولويات؟
ما الأولويات؟
وضع آلية لصناعة الأهداف الكبيرة ضروري، وهذه الآلية تسمى الأولويات، وهي ترتيب الأشياء على حسب أهميتها بالعقل والمنطق ومدى نفعها في حياتك، ولكن هناك بعض المعايير الخاطئة التي تتدخل وتتعلق بالمشاعر والتفضيلات الشخصية مثل تقديم الأعمال السهلة على الصعبة، وما نحب على ما نكره، والمهام التي تلفت انتباه الآخرين، ومهام أوقات الطوارئ، وهكذا.
وحتى تضع أولويات صحيحة يجب أن تكتب في ورقة كبيرة ما هدفك، ثم ما الخطوات التي تخدم هذا الهدف والمدة الزمنية المقررة لكل خطوة، ومن ثم سيسهل عليك الترتيب، مع مراعاة وجود الخطوات التي تحقق لك الرضا الذاتي، وأن تميز بين المهم والعاجل، فإن الأشياء المهمة غير عاجلة أي يمكن تأجيلها، لكنها تكون أكبر فائدة للعمل من الأشياء العاجلة، فمثلًا صقل مهاراتك في العمل وتطوير نفسك شيء مهم لكنه ليس عاجلًا، أما غياب أحد الزملاء عن العمل ومحاولتك حل هذه الأزمة فيعتبر شيئًا عاجلًا ولازم التصرف لحله.
ولا بدَّ من تخصيص وقت للأشياء المهمة لتنظيمها لأنها فرصة ذات عائد كبير، وهناك أيضًا الأعمال الروتينية التي تستلزم الكثير من الوقت لكنها ليست مهمة، فكل هذه الأعمال يجب أن تُوضع في الخطة الزمنية لك حتى لا تختل خطتك، لذلك عليك أن تكون صادقًا مع نفسك في الأوقات التي تضيع منك مثلًا في صنع كوب من القهوة أو التحرك من المكتب إلى آلة التصوير أو الكلام مع الزملاء أو غيرها من الأعمال التي تبدو بسيطة لكنها ذات وقت محسوب، وعادةً ما تكون عاجلة ولا بدَّ منها لزيادة حماسك أو لأسباب أخرى، ولكنك إذا أردت استغلال وقتك الاستغلال الأمثل ستقلل من وقت الأشياء غير المهمة وستلاحظ زيادة إنتاجيتك عند تركيزك مع المهم فقط.
من المهم أيضًا في تحديد الأولويات التفريق بين أهدافك الشخصية وبين أهداف العمل، فقد يكون عملك مديرًا هو مساعدة كل الموظفين لكنك لا تهتم بفاعلية العمل وتختار فقط أن تنجح وتترقى حتى لو أتى ذلك على حساب تسلُّطك وسوء معاملة الموظفين ومصلحة العمل، لذلك من المهم مراجعة معايير أولوياتك بهدوء حتى تستمتع بحياة أفضل.
الفكرة من كتاب الطريق الفعال لإدارة الوقت والنفس والمال
هل هناك غاية كبرى في حياتك تسعى إلى تحقيقها؟ هل تعرف ما الغرض من وجودك هنا؟ لقد خلقنا الله (عز وجل) لعبادته وجعلنا خلفاء في الأرض لنعمرها، لذلك فإن كل عمل نقوم به يجب أن يتصل بالغاية الكبرى التي خُلقنا لأجلها، ولكن أكثر ما يضر الإنسان العادات السيئة والجهل والشعور بأن حياته ليست ذات معنى أو قيمة، والسبب الرئيس في ذلك هو إهدار الوقت وتضييعه وعدم معرفته بوجود غاية أو هدف يسعى إليه؛ بمعنى أن يمشي الإنسان هائمًا على وجهه ولا يفكر في جدوى الأشياء أو فيما ستصل إليه في النهاية، وأول طرق النجاح في الحياة وتحقيق الغايات هو إدارة الوقت وتنظيمه، وتحديد وجهتك وتحديد نظام معين ليدير الوقت فتزيد الكفاءة والكم وتقلِّل من الضغط العصبي الواقع عليك.
في هذا الكتاب تعرض ميريل ودونا خطوات لإدارة الوقت بفاعلية عن طريق تنظيم الأولويات وإبعاد الملهيات ووضع خطط وأهداف صغيرة لتحقيق هدف أكبر، والتخلُّص من العادات السيئة لتغيير حياتك.
مؤلف كتاب الطريق الفعال لإدارة الوقت والنفس والمال
ميريل دوجلاس Merrill Douglas: أستاذة الإدارة بكلية التجارة بجامعة إيموري.
دونا دوجلاس Donna Douglas: كاتبة ومستشارة في مجال التنمية البشرية.
حاولت المؤلفتان كثيرًا مساعدة الناس على تنظيم الوقت والتشجيع على العمل والنجاح، ثم أدارتا مركز “إدارة الوقت” بالولايات المتحدة الأمريكية، وألفتا عددًا من الكتب في مجال إدارة الوقت مثل: Time management for teams- ABC time tips- Ideas for better living- the organized executive( make time for yourself).