ما الآثار الاجتماعية والنفسية للتلفاز في الأطفال؟
ما الآثار الاجتماعية والنفسية للتلفاز في الأطفال؟
أصبح التلفاز منافسًا للوالدين في تشكيل سلوك الأبناء وتلقينهم المعارف والقيم، وتتنوَّع الآثار التي يسبِّبها التلفاز على الأطفال ما بين أخلاقية وصحية وثقافية وغيرها، ومن سلبيات التلفاز عليهم أنه يساعد على حرمان الطفل من تجارب الحياة الفعلية والواقعية التي تطوِّر قدراته بها، وذلك إذا شغل بمتابعة التلفاز عن يومه وباقي نشاطاته، كما أنه يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعد ضروريًّا للنمو الجسمي والنفسي ويحرمه من أمور كثيرة مثل المطالعة والحوار مع الوالدين، كما أن له دورًا خطيرًا في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وهويتنا وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن، كما يعطِّل خيال الطفل وحسَّه النقدي وقدراته على التفكير؛ بسبب استسلامه لما يقدمه التلفاز دون أن يشارك فيه، إضافة إلى أنه يستفرغ طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في الأغاني والشعارات وترديدها، ويشبع في النشء حب المغامرة ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرُّر من القيود الأخلاقية، كما يُنمِّي فيهم المشاغبة والعدوانية، كما يساعد على إثارة وإقامة الغرائز عند الأطفال مبكرًا وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي لها مما يسبِّب أضرارًا نفسية وعقلية وجسدية، إضافة إلى أن له أضرارًا نفسية عند المتابعة لفترات طويلة، وأضرارًا نتيجة التعرُّض للموجات الكهرومغناطيسية كالقلق والاكتئاب والشيخوخة المبكرة.
ومكوث الأطفال أمام الشاشات لساعات طويلة واحدة من أكثر المشكلات التي يشتكي منها الآباء، ولا يكاد يخلو منها بيت، ويرجع السبب فيها إلى عدة أمور منها: وقت الفراغ الكبير الذي يعيشه الأطفال وعدم وجود البديل الذي يملأ وقت فراغهم ويشغلهم، وكذلك عدم عناية الوالدين بوقت الفراغ عندهم، مع عدم إدراكهم خطورة بقاء الطفل أمام الشاشة لساعات طويلة، بل وتفرح الأسر بذلك بحجة حصول الهدوء في المنزل وانشغال الطفل، ويكمن علاج هذه المشكلة في تعاون المنزل والمدرسة ومختلف المؤسسات الاجتماعية في ضبط أوقاتها والعمل على إيجاد البديل المناسب وتنظيم الأوقات بصورة إيجابية، وبخاصةٍ أيام العطل والإجازات، مع التركيز على نشر الوعي اللازم لتوضيح مخاطر ومساوئ ذلك من الناحية الصحية والفكرية والاجتماعية.
الفكرة من كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
تعدُّ القنوات الفضائية سلاحًا ذا حدين، فلها دور بارز وخطير للتأثير في المجتمعات الإنسانية، ولكن الشق السلبي لها من مشكلات وأخطاء وأضرار على كل المستويات من العقدية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية أكبر من الجوانب الإيجابية، حيث يشمل تأثيرها كل الفئات العمرية بدايةً من الأطفال والمراهقين والشباب حتى المسنين، خصوصًا ونحن في عصر ما يسمى “العولمة”، حيث الانفتاح على العالم وسهولة الوصول إلى أي مكان أو حدث على مستوى العالم.
والناظر في معظم هذه الفضائيات يرى أنها تتسبَّب في تشكيل ثقافة المجتمع وتوجُّهاته بنسبة لا يستهان بها، وواقع معظم الفضائيات العربية اليوم هي وأخواتها من وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة مؤسف ومحزن، ولا تزال الخطوات والتوجُّهات يغلب عليها جانب اللهو والعبث بعيدًا عن واقع الأمة وحاجتها إلى من ينهض بها من كبوتها.. يسلِّط هذا الكتاب الضوء على الفضائيات وأثرها في مجتمعاتنا وأسرنا، ويعرِّفنا بمدى خطورتها إذا لم توجَّه توجيهًا يتناسب مع واقع وقيم مجتمعاتنا، وما اللازم من الخطوات الفعلية الواقعية لتصحيح الأوضاع وإصلاح الأحوال؟
مؤلف كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
علي كنعان: شاعر وكاتب ومترجم سوري، عمل في الصحافة والإذاعة السورية نحو 25 سنة، محررًا ومشرفًا، وانتُدِب إلى اليابان لتدريس اللغة العربية في جامعة طوكيو، وهناك عمل ثلاث سنوات مدرسًا للأدب العربي، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1968، وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية ومهرجانات الشعر، وله عدة دواوين شعرية ومؤلَّفات أدبية، كما حصل على جائزة حامد بدرخان في دورتها الأولى.