ما اضطراب عسر التآزر الحركي؟
ما اضطراب عسر التآزر الحركي؟
يطلق عليه بالإنجليزية “الديسبراكسيا | Dyspraxia” ويُدعى أيضًا عُسر المهارات الحركية، ويظهر هذا الاضطراب على شكل حركات خرقاء غير متناسقة، وتوجد نقاط تشابه بين: عسر التآزر الحركي والجبل الجليدي في عدة أشياء، أولها، كلاهما يكون الجزء الظاهر منه جزءًا صغيرًا مقارنة مع الجزء غير الظاهر، وفي حالة الديسبراكسيا يكون الجزء الظاهر هو عدم إتقان الحركة، وصعوبات التناسق الحركي، أما الجزء غير الظاهر فيتمثل في الصعوبات الإدراكية، وفي بعض القدرات كالذاكرة والانتباه، وبعض المهام الأخرى التي تتطلب مهارات إدراكية، وثاني الأشياء المشتركة هي أن الجزء الظاهر يتقلص بمرور الوقت، فالجبل الجليدي يذوب بالتدريج، وهكذا فإن عدم إتقان الحركة يتحسن بالتدريج، ولكن الجوانب الأخرى الرئيسة لاضطراب التآزر الحركي لا تتغير مع مرور الوقت.
وتسمى الديسبراكسيا أحيانًا “بمتلازمة الطفل ذي الحركة غير المتسقة” ويظهر شكل عدم التناسق هذا في اصطدامه بالأشياء، ونثرها، وإسقاطها، كما يعاني من التعثر الدائم لأقدامه، ولكن هذا التعريف يُطلق فقط على الأطفال لصعوبة وصف البالغين أو المراهقين بذلك، وهناك اضطراب التآزر النمائي، والفرق بينه وبين الديسبراكسيا، هو أن الشخص الذي يواجه صعوبة في التخطيط الإدراكي لأداء حركة تتطلب مهارة حركية يكون مصابًا باضطراب التآزر الحركي، أما الشخص القادر على التخطيط لأداء حركة تتطلب مهارة حركية، ولكنه غير قادر على تنفيذها لفقدانه التحكم الحركي، يُقال عنه إنه مصاب باضطراب التآزر النمائي، فهو يعرف ما عليه فعله، ولكن لا يستطيع أداءه بشكل جيد.
وكشفت الدراسات عمق الإصابة باضطراب التآزر الحركي، وأنه يتجاوز التنسيق الحركي، ومن ثم يصبح مشابهًا لعسر القراءة، فكلاهما ذو طابع نفسي عصبي متفاوت في نقاط القوة والضعف، وليس من المستغرب أن يُعاني العديد من البشر من كلا العُسرين في نفس الوقت، كما أثبتت الدراسات أن أغلب المصابين بالديسبراكسيا، تكون إصابتهم ناتجة عن بعض حالات الولادة المتعسرة، إذ إن العمليات العصبية التي تخدم الذاكرة العاملة، وسرعة المعالجة، تكون عرضة للتدهور في المخاض العسير.
الفكرة من كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
هل سبق وأن نعتك أحدهم بأنك فاشل أو غبي لأنك عجزت عن القراءة بشكل صحيح، وتغافل عن مدى إبداعك في مهارات أخرى كالرسم أو عزف الموسيقى؟ يُعاني كثير من الطلاب والبالغين من صعوبات متعلّقة بالتعلُّم، سواء كان من ضعفٍ بالتذكر، أو ضعف القدرة على القراءة، وتهجي الكلمات، ولكن الحقيقة أنهم ربما يعانون من اضطراب التآزر الحركي أو عُسر القراءة، وليس لهم ذنب في ما يحدث لهم، بل إنهم في أمس الحاجة إلى من يقدم لهم النصح والمساعدة، وبسبب ضعف خلفية الكثيرين عن هذين الاضطرابين، كان هدف الكتاب هو توعية الناس بعسر القراءة واضطراب التآزر الحركي، كما شرح كيف تكون ظروف الأشخاص المصابين بهذين الاضطرابين، وكيف تؤثر تلك الظروف في طريقتهم في التفكير والشعور، وفي أدائهم الوظيفي، لذا شدُّوا الحزام، واستعدوا لتكونوا نافذة لتغيير ومساعدة أنفسكم والآخرين.
مؤلف كتاب هكذا أفكّر.. عُسر القراءة واضطراب التآزر الحركي
ديفيد جرانت : وُلِدَ في عام 1947، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية من جامعة دورهام عام 1974، وهو عضو سابق في مجلس أبحاث الهندسة والعلوم الفيزيائية، كما أنه عالم نفس متخصِّص في تشخيص عُسر القراءة، وتحديد صعوبات التعلم لدى البالغين والمراهقين، وشارك في عديد من المؤتمرات، ولديه خبرة ثلاثين عامًا في مجال التعليم العالي ورعاية الطلاب.
ومن أبرز مؤلفاته:
The Social Profit Handbook.
Beyond the shame.
Free.
معلومات عن المترجمة:
عبلة أحمد بصة: وُلدت في عام 1979، في الأردن، وحصلت على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة مؤتة في عام 2001، وتعمل مترجمة رسمية في مجلة “e4all” التابعة لحكومة دبي الإلكترونية، إذ تعمل بترجمة الإصدارات الصحفية بالدوائر العربية، كما شاركت في ترجمة العديد من الأبحاث والمقالات.