ما إن فتحت فمي حتى خرجت منه كلمات أمي!
ما إن فتحت فمي حتى خرجت منه كلمات أمي!
تعد المقولة المشهورة إن الأطفال لا يفعلون ما يُقال لهم، بل يقلِّدون ما يفعله الآباء صحيحة، لذا من الأولى النظر في سلوكيات الآباء لأنهم قدوات الأطفال الأولى، فالطفل في حاجة دائمة إلى الدفء، والملامسة، والحضور الجسدي، والتفهُّم، والكثير من الرعاية والوقت.
وكم يبدو هذا نظريًّا سهلًا، لكن عند تحقيقه على أرض الواقع، لكن يكون بهذه السهولة؛ بسبب المعوِّقات الكثيرة، فيمكن أن تكون الحياة عمومًا عائقًا؛ الظروف ورعاية الأطفال، والمال والمدرسة، والعمل وضيق الوقت، وهذا ليس كل شيء بالتأكيد، لكن العائق الأكبر يتمثل في ما تركه أهل الوالدين فيهما، عندما كانا طفلين، وإذا لم ينظر الآباء جيدًا في طريقة تربيتهم، وما ورثوه منها، فسيعود هذا الأرق إلى الانتقام فيما بعد، فقد يجد بعض الأشخاص أن أفواههم تصدر نفس الكلمات التي كانت تستعملها أمهم، لكن لا بأس بذلك لو كانت تلك الكلمات مليئة بالمحبة، والحنان، لكن إذا كانت تلك الكلمات أورثت عوائق مثل فقدان الثقة، والتشاؤم، وخطوط الدفاع التي تمنع تدفق المشاعر، هنا تكمن المشكلة، فالجميع عبارة عن حلقة في سلسلة تربط بين الماضي البعيد، والمستقبل غير المرئي، لكن من المبشر أنه يمكن إعادة تشكيل هذه الحلقة، فيما يعود بالفائدة على حياة الأطفال، وأطفالهم المستقبليين.
لذا من الأفضل استرجاع الطفولة، والتفكير في أحداثها، والشعور المُصاحب لها، وبذلك يمكن تقييم كل الأشياء، والتركيز على تحسُّن أداء الفترة المقبلة في التربية، فإذا كان المُربي قد تلقَّى في أثناء تربيته الاحترام والتقدير، والحب غير المشروط، فهذا يعني أنه مُستعد لتأسيس علاقات إيجابية مُثمرة، والمشاركة في بناء العائلة والمجتمع على نحو صحي.
أما إذا كانت الطفولة عكس ذلك -وهذا حال المعظم- فإن التدقيق فيها سيُشعِر الشخص بالاضطراب، والقلق العاطفي، لذا من الضروري التعامل مع هذا القلق، لكي يتم تجنُّب نقله إلى الأطفال، وغالبًا يصعُب التأكد إن كانت ردود أفعال المُربين على أطفالهم نابعة من الموقف الصادر من أطفالهم، أم أنها مُتجذِّرة في ماضي المُربين.
الفكرة من كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
لو كان الناس نباتات لكانت العلاقة بمنزلة التربة، فالعلاقة تدعم وتغذِّي وتساعد على النمو، أو تقف عائقًا في طريقه، وإذا لم تكن علاقة الطفل بوالديه صحية، فسيفقد الطفل إذن إحساسه بالأمان، فتُقدم الكاتبة هنا صورة كاملة عن مكونات العلاقة الصحية بين الطفل ووالديه، ويساعد هذا الكتاب الوالدين على فهم كيف تؤثر نشأتهم في تربية أطفالهم، وكيفية تقبُّل الأخطاء، والتخلُّص من العادات السيئة، والتعامل مع مشاعر الأطفال، ويوضح أيضًا عوائق التواصل الجيد، والطرائق الممكنة لتعزيز هذا التواصل.
مؤلف كتاب الكتاب الذي تتمنَّى لو قرأه أبواك
فيليبا بيري Philippa Perry: وُلِدَت في نوفمبر 1957 في المملكة المُتحدة، وهي مُعالجة نفسية، وكاتبة، ولها عمود في مجلة Psychologies.
لها العديد من المؤلفات، منها:
How to stay sane.
Begal Tues days: Memoirs.