ماهيَّة الانضباط
ماهيَّة الانضباط
عندما يخطئ طفلك ترغب في تقويم سلُوكه وذلك باستخدام الانضباط الذي يقابله في اللغة الإنجليزية “Discipline”، ومع الأسف فإنَّ أغلبنا يربط كلمة الانضباط بالعقاب، في حين أنَّنا لو بحثنا في أصلها سنجد أنها مشتقة من الكلمة اللاتينية “disciplina” التي كانت تُستخدم في القرن الحادي عشر بمعنى التدريس والتَّعلم، وإعطاء التَّعليمات، ولذا فإنَّ معنى الانضباط هو أن “تُعلِّم”، وليس أن تُعاقِب، فعندما تريد تأديب طفلك اجعل هدفك العام هو بناء المهارات، والتواصل العاطفي من منطلق الحُبِّ والاحترام، وتجنُّب فرض السَّيطرة، ويجب التَّفكير في الانضباط على أنَّه أحد أكثر الأشياء عطفًا ودعمًا التي بإمكانك تقدِيمها إلى طفلك، فهو يساعد على كبح اندفاعات طفلك، وإدارة مشاعره الغاضِبة، والتَّحسين من قدرته على التَّحكم في نفسه، واحترام الآخرين.
وكل طفل مختلف، فما ينجح مع طفل قد يفشل مع غيره، ولكن للانضباط بلا دراما أهدافًا مزدوجة ستساعدك على التعامل مع كل طفل بالطريقة التي تُناسبه، ومن تلك الأهداف تحقيق التعاون ومساعدة الطفل على التصرف بطريقة حسنة، كما أن الانضباط يوجه طفلك بطرائق تنمي من مهاراته وقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة، والعواصف العاطفية، ولا يعني الانضباط الفعال أن نُوقف السُّلُوك السيئ، أو نشجع السُّلُوك الإيجابي فقط، بل إنه يصل إلى التأثير في بناء المخ، وأولى خطوات تحقيق ذلك تكمن في استخدام التَّواصل مع إعادة التوجيه، فيعني التَّواصل أنَّنا نُولي أطفالنا الاهتمام ونحترمهم بما يكفي للاستماع إلى مشكلاتهم وما يواجهونه، سواء أحببنا الطريقة التي يتصرفون بها أم لا.
والتواصل مع طفلك لا يعني التساهل، أو تركه يفعل ما يحلو له، بل هو حُبّ حقيقي تُقدمه إلى طفلك، يساعده على الهدوء، ومِن ثَمَّ يتمكن من الاستماع لما تقوله بشكل كامل، وهنا يأتي دور إعادة توجيه طفلك إلى المسار الصحيح، وقبل أن تستجيب لسلوك طفلك السيئ بمعاقبته، يمكنك التوقف للحظة وسؤال نفسك ثلاثة أسئلة وهي: لماذا تصرف طفلي على هذا النحو؟ وما الدرس الذي يجب أن أعلمه إياه في تلك اللحظة؟ وما الطريقة المُثلى لتعليمه هذا الدَّرس؟ وبإجابتك عن تلك الأسئلة ستنتقل من العقاب إلى الانضباط، وهذا سيساعد على تذكيرك بطبيعة طفلك وما هو بحاجة إليه في تلك اللّحظة.
الفكرة من كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
هل تُعاني صعوبة عند ضبط سلُوك أطفالك؟ وهل تصرخ على أطفالك بشكل دائم، ثمّ تجد نفسك تتساءل كيف كان من الممكن أن أتصرَّف على نحوٍ أفضل وأتفادى ذلك الصُّراخ؟ وهل تريد أن تصبح والدًا أكثر كفاءة؟ وهل تريد منع سلُوك أطفالك السيئ من دون تدمير عَلاقتك مع الأطفال؟
كلُّ هذا سنعرفه داخل طيّات كتابنا، فهو يقدّم إرشادات للتَّعامل مع طفلك خلال نَوبات غضبه، للتَّقليل من الدِّراما الحادثة وقتها من بكاءٍ وغضبٍ وصراخٍ، فمن خلال معرفتك للرَّابط بين التَّطوُّر العصبي لطفلك وبينك، وأنَّه يتأثر بطريقة تعاملك معه، ستتمكن من تحديد فلسفتك الخاصة في التربية، ومِن ثَمَّ الوُصُول إلى الفَهم وإعادة التَّوجيه نحو الصَّواب، كما ستعرف استراتيجيَّات ووسائل فعَّالة للتَّواصل مع طفلك بطرائق هادئة ومحَّببة، ومِن ثَمَّ ستكون حياتك كأبٍ أو أمٍّ أكثر سهولة، وتربيتك لأطفالك أكثر فاعلية، فتعالَ معي نحقّق ذلك.
مؤلف كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
دانيال جيه سيجل: طبيب علم نفس ومؤلف، تخرج في كلية الطب بجامعة هارفارد، ويعمل حاليًّا أستاذًا لطب علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى كونه مؤسسًا ومشاركًا في مركز الحفاظ على الصحة في “لوس أنجلوس بكاليفورنيا”، وتعدّ كتبه من أكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرزها:
المخ الإيجابي.
طفل المخ الكامل.
عصف الذهن للمراهقين.
كل كبيرة وصغيرة عن تربية الأطفال.
تينا باين برايسون : طبيبة أطفال، وطبيبة نفسية للمراهقين، حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة “كاليفورنيا الغربية” وتتركز أبحاثها على البيولوجيا العصبية الشخصية ونظريات تربية الأبناء، وهي المديرة التنفيذية لمركز الصحة في “باسادينا”، وشاركت الدكتور “دانيال جي سيجيل” في كتب عدة منها: “طفل المخ الكامل”، و”المخ الإيجابي” و”قوة الحضور”.