ماهية التفكير الاستراتيجي
ماهية التفكير الاستراتيجي
إن التفكير الاستراتيجي يتطلَّب وجود رؤية مستقبلية يتمتَّع بها القائد، ومثالًا على ذلك أن المنتج “بيتر جاكسون” عندما قرأ رواية “مملكة الخواتم” وهو في عمر الثامنة عشرة، انتظر بفارغ الصبر لمدة عشرين سنة حتى قام بإنتاجها في ثلاثية أفلام “مملكة الخواتم”، كما يجب أن يتمتع صاحب التفكير الاستراتيجي بالقدرة على المراجعة، وتقويم الوضع الراهن، وتوقُّع ما يكمُن وراء الأكمة عن طريق استعراض البيئة المحيطة به، كما يجب أن يمتلك كذلك مهارة إقناع المؤسسة وفريق العمل بالحجة والمنطق، وأن يمتلك التفكير بطريقة منهجية، ووضع الأجوبة عن المسائل والمشكلات المعقدة، وبالتالي فإن التخطيط بعيد المدى يعدُّ التجسيد الشائع لنمط التفكير الاستراتيجي في المؤسسات.
كما أن التفكير الاستراتيجي يتعلق أيضًا بالعمليات المعرفية المطلوبة لجمع المعلومات والأفكار، وتفسيرها وتوليدها وتقويمها، وهو ما يشكِّل الميزة التنافسية المستدامة للمؤسسة، إلى جانب أن التفكير الاستراتيجي ليس تفكيرًا فرديًّا، بل يشمل بعدًا جمعيًّا أيضًا، إذ لا يكفي المؤسسات أن تمتلك أفرادًا معزولين يتمتَّعون بالفكر الاستراتيجي لأن التطوير يتطلَّب أفرادًا قادرين على التأثير بعضهم في بعض، وتعميق فهمهم الجمعي وتعزيز رؤاهم المشتركة، وبالتالي فإن الطبيعة المعقَّدة والمتغيرة للبيئة التنافسية تحتاج إلى اتصال وجهات النظر المتنوعة، والعمل على ترابطها أمام التحديات المصاحبة للعمل التجاري.
إضافةً إلى ذلك، فإن التفكير الاستراتيجي له جانبان، الأول “جانب صلب” يعتمد على الأدوات والتقنيات التحليلية الدقيقة التي تُدرس في جامعات إدراة الأعمال، والثاني “جانب مرن”، وهو الجانب الحيوي في فهم وتطوير الاستراتيجية والرؤية والقيم والثقافة والمناخ، فأنت كقائد استراتيجي لا يكفي أن تعتمد على المنطق والذكاء من أجل هدايتك إلى الخيارات الصائبة، فهما لن يوجهاك نحو الطريق الصحيح دومًا، كما لا يكفي أن تتقن فن الإصغاء لعقلك، بل إن عليك إلى جانب ما سبق إتقان فن الإصغاء لقلبك وكيانك كله.
الفكرة من كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
إن إنجاز الأعمال في المؤسسات أصبح أكثر صعوبة في هذه الأيام، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تفاعل عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج المؤسسة لتحقيق النجاح، وبالتالي فإن أفضل طريقة لازدهار المؤسسات في خضم هذا الواقع الجديد، هي أن تتحول إلى مولِّدات للتعلم المتواصل، ما يعني أن تصبح الاستراتيجية المؤسسية (من رؤى واتجاهات وتكتيكات) في حالة مستمرة من التشكُّل والتطبيق وإعادة التقويم والمراجعة والتنقيح، وبالتالي فإن القيادة الاستراتيجية تعد عملية لا تنتهي من التعلم، ومن هنا يساعدك هذا الكتاب على تحويل مؤسستك إلى محرك للميزة التنافسية المستدامة، إلى جانب تحويل مهاراتك الشخصية والتقنية إلى ممارسة قيادية قادرة على بناء مؤسسة تمتلك المقدرة على تعميق الرؤى المتبصرة والأداء الرفيع باستمرار.
مؤلف كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
ريتشارد ل. هيوز : هو كبير موظفي قسم المشاريع في (مركز القيادة الإبداعية)، ينصبُّ جل اهتمامه على دراسة أفكار المدراء التنفيذيين والفرق العاملة معهم، عمل لمدة 10 سنوات كأستاذ ورئيس قسم العلوم السلوكية والقيادية في أكاديمية “القوى الجوية الأمريكية”، وقد حصل على إجازة في العلوم من ذات الأكاديمية، إضافة إلى حصوله على درجة الماجستير من جامعة تكساس الأمريكية، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة ويومنغ، شارك في تأليف كتاب: “القيادة: تعميق العبر المستمدة من التجربة”.
كاترين كولاريللي بيتي : هي مديرة مجموعة الانتساب المفتوح في فرقة القيادة ومجموعة المؤسسات التابعة لمركز (القيادة الإبداعية)، أسهمت في جهود شركة “إنهويزر بوش” لتطوير القادة المستقبليين للشركة، كما شاركت في برنامج تطوير القيادة للمهندسين في شركة ‘جي آي ميديكال سيستمز”، حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة إلينوي، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم النفس التنظيمي والمؤسسي من جامعة سانت لويس.
معلومات عن المترجم:
معين الإمام: هو مترجم بارع، أثرى المكتبة العربية بأكثر من مئة كتاب، من بينها:
جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي.
اللورد جيم.
ما بعد الحداثة والعقل والدين.
والعقل والحرية والديمقراطية في الإسلام.
حرب بلا نهاية: وظائف خفية للحرب على الإرهاب.
الإمبرياليون الجدد: أيديولوجيات الإمبراطورية.