ماهية التفكير
ماهية التفكير
يُعرِّف الكاتب فتحي جروان التفكير بأنه بمثابة “سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرَّض لمثيرٍ يتم استقباله عن طريق الحواس، بحثًا لمعنى في الموقف والخبرة”، إذ إن الفكر يقوم على عمليتين أساسيتين هما التحليل والاستدلال، والإنسان يقوم بعملية التفكير في كل أنماط حياته اليومية ومشكلاته الشخصية والنفسية، وكلها تحتاج إلى تفكير وتحليل، ويتميَّز الإنسان عن غيره بطريقة تفكيره، فهي كالبصمة على الرغم من أن مكونات العقل البشري واحدة وطريقة عمله ثابتة، وكذلك مكونات العمل التفكيري، لكن يختلف كل شخص عن الآخر لاختلاف الظروف والأوضاع الشخصية والمحيطة به وكذلك المطلوب منه.
فالتفكير ما هو إلا عملية سلوكية تُبنى على معطيات وظروف زمنية ومكانية للشخص الواحد، وقد جمع الباحثون مهارات إعمال الفكر في عدة نقاط، منها: مهارات فهم المعطيات، ويجب أن تكون المعطيات كاملة للمشكلة حتى يتمكَّن من التفكير فيها بوضوح وشمولية، والربط بين المقدمة والمعطيات بطريقة منطقية مع التفكير، وكذلك لا بد من وضع فرضيات مع التأكد منها من خلال المعطيات، وتحليل النتائج بعد استخلاصها من المعطيات، واستثمار وتوسيع مدارك المعرفة لحل المشكلات، كما أنه يتألَّف من عدة مكونات منها: المكونات المعرفية أي المعطيات والأدلة، والمكونات الانفعالية أي القيم والميول الشخصية، والمكونات المهارية، أي المهارات الذهنية مثل التفسير والدقة والتنظيم.
فكل شخص يرغب في تفكير منطقي يجب عليه الثبات والاستمرار فيه مع عدم التسرع أو الانهزام أمام الصعوبات التي تعوقه عن عملية التفكير والتحليل لحل مشكلاته، فإن استمرارية الشخص في التحليل واستخلاص المعطيات للقيام بعملية التفكير أحد العوامل المهمة التي تعبِّر عن دقة وأهمية العملية الفكرية ونتائجها.
الفكرة من كتاب التفكير.. اللغة والتعليم
يعدُّ التفكير بطبيعة الحال مهارة عقلية لها أنواع كثيرة، ويُعبِّر عنه كل فرد بلغته الخاصة، ويستخدم الفرد تفكيره ولغته في التعليم، فيوضِّح هذا الكتاب هنا الربط بين المفاهيم الثلاثة “التفكير واللغة والتعليم”، حيثُ يُعرف الإنسان بلغته وفكره المنفرد به، وكذلك مستوى تعليمه الذي تلقَّاه.
مؤلف كتاب التفكير.. اللغة والتعليم
د. أنطوان صيَّاح: كاتب وتربوي، يعد من الكتاب المتخصصين في اللغة واللسانيات.
له مؤلفات ودراسات علمية متعددة منها: “مفاتيح للتعليم والتعلم”، و”تعلُّمية اللغة العربية الجزآن الأول والثاني”، و”دراسات في اللغة العربية الفصحى وطرائق تعلمها”، وله خواطر منها: “كلمات وأيام”.