مارك توين الزوج والأب
مارك توين الزوج والأب
تزوَّج “مارك توين” في عام 1870 من “أوليفيا لانغدون”، وكان قد شاهدها للمرة الأولى في غرفة أخيها شارلي في الباخرة كويكر سيتي في خليج سميرنا في صيف عام 1867″، ثم أصبحت زوجته التي رافقته كزوجة في حياة طويلة، ثم مرضت مرضًا شديدًا ورحلت عنه، وكانت معاناتها مع المرض قد بدأت وهي في السادسة عشرة بعد أن سقطت على الجليد، وكان توين قد أحبها حبًّا شديدًا وبادلته الحب بحبٍّ مثله وزيادة، كما أن “مارك توين” أنجب من زوجته طفلين هما: لانغدون وسوزي، وسوزي هي طفلة مليئة بالتساؤلات ومفرطة العاطفة، هي ابنة مميزة جدًّا في حياة أبيها “مارك توين”. اكتشف “مارك توين” أن ابنته “سوزي” تكتب سيرته بنفسها، وتُثني عليه فيها كثيرًا، وقد أسعده هذا الأمر كثيرًا وقال عنه: “ولا يوجد في نظري كلمات تفوق ما كتبت سوزي!”، ومرضت سوزي مرضًا شديدًا هي الأخرى، وقد بلغته وفاتها في برقية حزينة، وكأنه تلقَّى بهذا الخبر صاعقة دون أدنى استعداد منه، وعلى الرغم من هذا فقد بقي على قيد الحياة، وكأن الصدمة التي غيَّبت عقله عن إدراك حجم الفقد الشديد هي ذاتها الرحمة التي رحمه الله بها، رحلت ابنته سوزي التي كانت كالسحر في حياة المؤلِّف الساخر “مارك توين”، والذي وصف نفسه بعد خسارته ابنته “جين” بأنه صار شديد الفقر، هو الذي كان يومًا شديد الغنى!
وكانت وفاة زوجة “مارك توين” هي مأساة حياته الكبرى، فبعد مرور ساعتين فقط على وفاتها وصف حاله البائس في كلمات تقطر وجعًا وحزنًا، وكانت في مجملها كلمات لا معنى له على حدِّ تعبيره، فقد كانت زوجته هي الحياة في نظره، ولقد رحلت عنه وهي تحمل معنى الحياة.
الفكرة من كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
يُقدِّم الكاتب الأمريكي “مارك توين” لسيرته الذاتية بأسلوبه الأدبي المشوِّق، ليجذب إليه نظر القارئ من الوهلة الأولى، فيقول: “سأضع في اعتباري في هذه السيرة الذاتية أني أتحدث إليكم من وراء القبر، وأني سوف أكون في عداد الأموات حين يصدر هذا الكتاب.. لقد بدا لي أنه يمكنني أن أتحدث بمطلق الراحة والحرية -كما لو كنت أكتب رسالة غرامية- في حال تأكد لي أنَّ ما سأكتبه لن تقع عليه عين إلا بعد وفاتي وتحرُّري من قيود هذه الدنيا”.
إن ما يجعل أي سيرة ذاتية جديرة بالقراءة هو الصدق والقرب ومقدرة الإنسان على أن يجعل القارئ مُشاركًا له في همِّه، وقد استطاع مارك توين في سيرته الذاتية أن يجعلنا مشاركين معه في ألمه وسخريته في ذات الوقت، على الرغم من مرور قرن من الزمان على أحداثها الحقيقية الحية.
مؤلف كتاب مارك توين.. سيرة ذاتية
مارك توين: واسمه الحقيقي “صمويل لانغهورن كليمنس”، هو كاتب أمريكي ساخر، ولد في 30 نوفمبر 1835، وتوفي في 21 أبريل 1910، وقد نُقِلت عنه الكثير من الأقوال المأثورة والساخرة، وكان صديقًا للعديد من الرؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسر المالكة الأوروبية، ووصف بعد وفاته بأنه “أعظم الساخرين الأمريكيين في عصره”، كما لقَّبه وليم فوكنر بأبي الأدب الأمريكي.
أهم أعماله: “مغامرات هكلبيري فين” (1884) التي وصفت بأنها “الرواية الأمريكية العظيمة”، و”مغامرات توم سوير” (1876).