ماذا يقول فرويد.. وماذا يقول القرآن
ماذا يقول فرويد.. وماذا يقول القرآن
يوضح الدكتور مصطفى محمود أن علم النفس عند فرويد وأتباعه قائم على أساس أن السلوك في إطلاقه هو اتباع لشهوة ما، وعليه فهم يحيلون حل سلوكيات البشر إلى تلك الشهوات، وأن السعادة هي في إشباع رغبات الإنسان على إطلاقها وأن الحزن هو في عدم تطبيقها وأن الصبر على المكاره هو برود، ويظهر تأثير تلك النظرة المادية الحيوانية في اعتبارهم أن الأحلام ما هي إلا معبرات جنسية بأشكال مختلفة ليفرغ الإنسان شهوته، ومن نقطة انطلاقهم أن أول خمس سنوات في عمر الطفل هي التي تحدد شخصيته، فيقوم العلاج على مجرد إيجاد متنفس لها لتفريغ ما هو مكبوت من شهوات وغضب داخلي.
ونتاج تلك النظرة المادية المجتزأة نجد فشلًا للعلاج النفسي إحصائيًّا سواء أكان بطريقة فرويد أم لا، وليس علم النفس الحديث بأقل منهم في أنه قائم على مجموعة فروض وأن فعل الإنسان ما هو إلا ردَّات فعل فسيولوجية ويجربونها على البشر وكأنهم فئران تجارب، ونتاج للفشل -كما يوضح الكاتب – انطلقوا للعلاج كما تعالج الأمراض العضوية بالمسكنات والمهدئات، وعلى هذا النسق يفسر أتباع فرويد والمتأثرون بالمادية كل سلوك تبعًا للشهوات دون نظرة شمولية مدركة لطبيعة النفس البشرية.
لكن الدين يرى أن قمع الشهوة والسيطرة على النفس هو قمة السلامة وأن النفس محل فجر ورغبة، ولكن الله ألهمها فجورها وتقواها وهي قابلة للتعديل والتغيير، ويكون ذلك على عدة مراحل منها، الاعتراف بالذنب والإقلاع عنه، والتوبة عن الذنب وعمل الصالحات، ومجاهدة ميول النفس للشهوة.
فالدين يرى إمكانية إخراج النفس من ظلمات البهيمية إلى نور الحق والسمو؛ فالإنسان لن يصل أبدًا إلى ماهية النفس عن طريق تشريح الجسد أو بنظرة تحليلية فقط، لأنها ليست مجرد مركبات كيميائية وخلايا تتفاعل بل هي ذات أعقد من ذلك.
الفكرة من كتاب علم نفس قرآني
لا شك أن هناك اختلافًا بين علم النفس والدين في علاج الأمراض النفسية، فعلم النفس لا يرى إمكانًا لتبديل النفس أو تغييرها جوهريًّا، لأنها تأخذ شكلها النهائي في السنوات الخمس الأولى من الطفولة، ولا يبقى للطبيب النفسي دور سوى إخراج المكبوت فيها إلى الوعي.
من خلال هذا الكتاب؛ استطاع الدكتور مصطفى محمود أن يكشف لنا عن علم نفس كامل موجود في القرآن، وعن مفهوم الأخلاق عند الماديين، متحدثًا أيضًا عن علاقة العرب بالصهاينة، ومحاولًا وضع حلول للتحول من حالة السكون والتخلف الحضاري التي أصابت الأمة إلى عملية الريادة الحضارية.
مؤلف كتاب علم نفس قرآني
مصطفى محمود، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري، تخرج في كلية الطب، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف أكثر من 80 كتابًا، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية.
ومن أبرز هذه الكتب:
رحلتي من الشك إلى الإيمان.
العنكبوت.
حوار مع صديقي الملحد.
الماركسية والإسلام.
القرآن محاولة لفهم عصري.
إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات.