ماذا يعني “الجندر”؟
ماذا يعني “الجندر”؟
يُقصد بمصطلح الجندر: إمكانية ممارسة الإنسان سواء كان رجلًا أو امرأة الدور أو الوظيفة الاجتماعية التي لا علاقة لها بالنوع البيولوجي، فالرجل يمكنه القيام بجميع أدوار المرأة الاجتماعية، كما يُمكن للمرأة القيام بجميع أدوار الرجل الاجتماعية، فالإنسان هو الذي يُحدِّد كونه ذكرًا أو أنثى بناءً على الدور الاجتماعي الذي يريد القيام به، فيمكن ارتباط الذكر بالذكر، أو الأنثى بالأنثى بناءً على اختيار الإنسان لنوعه الجندري، فشعور الإنسان بكونه ذكرًا أو أنثى ليس ثابتًا عند الولادة، بل إن العوامل النفسية والاجتماعية هي التي تُحدِّد هويته الجندرية.
أما مصطلح “الجنس” فيُقصد به النوع البيولوجي أو الفروق البيولوجية الطبيعية بين الذكر والأنثى، وهي فروق لا تتغير، لذا يتم الآن توظيف لفظ “الجندر” واستخدامه لأنه هو الذي يعطي مساحة الاختيار وتغيير الأدوار.
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن مفهوم الجندر يعمل على توحيد النوع البشري، ويطمس معالم الذكورة والأنوثة، ويلغي الفروق البيولوجية تمامًا، فهو لا يعترف بآثارها على الإنسان، بل يترك للإنسان أن يختار ما يُريد وإن ناقض ذلك نوعه البيولوجي، فالجندرية تؤمن أن الأدوار التي تخصُّ كل جنس هي من صناعة الثقافات، وبالتالي فهي قابلة للتغير وقفًا لظروف التاريخ والمجتمع.
وبالنظر إلى هذا المفهوم نرى أنه زائف غير مقبول لا عقلًا ولا شرعًا، يقول تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ﴾، فكل سلوك أو دورٍ اجتماعي يعتمد بشكل أساسي على الطبيعة البيولوجية التي وُلد بها.
الفكرة من كتاب مفهوم الجندر وآثاره على المجتمعات الإسلامية.. دراسة نقدية تحليلية في ضوء الثقافة الإسلامية
كم هي المفاهيم التي تسلَّلت إلى مجتمعاتنا فغيَّرت من تفكيرنا، وغيَّرت من أذواقنا، فقبلنا ما لم نكن نتقبَّله، ورفضنا ما كُنا نراه مُهمًّا ولا بُدَّ منه، ودون توقُّف صحيح تتغيَّر أذواقنا دون أن نشعر، والسبب الأول في ذلك هو عدم إدراك تلك المفاهيم والوعي بها قبل أن تدخل، فلا نُلاحظها ولا ننتبه لها، ومن ضمن تلك المفاهيم الجديدة التي يحاول الغرب تسريبها إلى المُجتمعات الإسلامية هو “الجندر”، فما معناه؟ وهل وصل إلينا؟ وكيف ننتبه ونتصدَّى له؟ في كتابنا قدمت المؤلفة إجابات عن تلك الأسئلة، فلنبدأ رحلتنا!
مؤلف كتاب مفهوم الجندر وآثاره على المجتمعات الإسلامية.. دراسة نقدية تحليلية في ضوء الثقافة الإسلامية
أمل بنت عائض الرحيلي: باحثة سعودية الجنسية، أتمَّت الدراسات العُليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة في المدينة المنورة.