ماذا يصنع التوتر بعلاقاتنا؟
ماذا يصنع التوتر بعلاقاتنا؟
التوتر أصبح عند كثير من الناس أسلوب حياة أكثر من كونه اضطرابًا يأتي في ظروف معينة ويختفي، ومن المعلوم أن القلق والتوتر لا يمكن الحكم عليهما بهذا القدر من السوء فقط، وإنما قد يكون التوتر دافعًا مهمًّا لإنجاز أمرٍ ما أو زيادة التركيز والمجهود وما إلى ذلك، لكن ما إن يتعدَّى هذا مستواه الطبيعي حتى يصير أقرب إلى الاضطراب والحالة النفسية المرضية التي تؤثر بالسلب فقط في حياتنا وعلاقاتنا.
التوتر هو أحد معوِّقات التواصل مع الآخرين في المنزل وفي العمل، ويؤثِّر بصيغة أولية في العلاقات القوية ثم العلاقات الأقل قوة، وتجد أنه يضرب الكثير من أسس التواصل العاطفي، وعلى الرغم من اختلاف العلاقات والاستجابة الفردية لكلٍّ منا، فإن هناك سمات تبدو مشتركة، حيث إنه يضعف من قدرتنا على الاستماع للآخر ويحفز عدم إدراك مشاعرنا جيدًا، وعدم القدرة على التعبير عما نحتاج بشكل واضح. والأعراض الناتجة عن التوتر تصبح ملحوظة بشدة في علاقة الإنسان بالآخرين، فتجد لديه إحساس غضب مفاجئًا من صديق، تتناقص ثقته بنفسه وبه في مثل هذه المواقف، تتكوَّن ذكريات سيئة وتصبح مادةً خامًا لضعف العلاقة بعد ذلك، وعمومًا يتناقص اهتمام الشخص المتوتِّر بنفسه وبالآخرين.
لكن كيف يستجيب العقل والجسم أمام هذا المؤثر (التوتر)؟ تختلف الاستجابة من إنسانٍ إلى آخر، قد يستجيب البعض استجابة غاضبة وحانقة ويهمُّ بفعل شيء ما، وقد يستجيب آخرون استجابة بسيطة مصاحبة لانهيار عصبي خالية من الطاقة والمشاعر، وهناك من تكون استجابته مزيجًا من الاستجابتين معًا، فتكون استجابة حادَّة وشديدة متبوعة بعجز وضعف ونفاد طاقة وعدم قدرة على إنجاز شيء.
من الممكن أن تتغيَّر فلا تقلق، لكنك تحتاج إلى ثانية واحدة فقط قبل أن تسارع باستجابتك للتوتر، والتي فيها تنتظر قبل أن يصدر فعلًا منك في هذا التوقيت وتستعيد توازنك قبل أن تخسر الآخرين، لكن قبل هذا لا بد أن تتعرَّف على نفسك، وعلى صورة عدم توازنك تلك قبل أن تبدأ في محاولة تغييرها.
الفكرة من كتاب لغة الذكاء العاطفي
من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الإنسان ما يخصُّ علاقاته في بيته وعمله ومجتمعه، ويرهق نفسه إما في اللوم واستنفاد طاقته، أو عدم اعتنائه بعلاقاته ليأسه وإحباطه وعجزه.
يقدِّم هذا الكتاب حلولًا نفسية عملية للحفاظ على صحة العلاقات في الحياة، بل وتنمية التواصل المشوَّش بيننا وبين الآخرين، في البداية تذكر الكاتبة كيف يتأثَّر الناس بالعلاقات منذ مرحلة الطفولة، ثم توضح الأسباب العامة لفشل العلاقات، وبعد ذلك تُفرد حديثًا مطولًا عن التوتر وما يصنعه من ضغوطات علينا وعلى من نحب وكيفية التعامل معه والسيطرة عليه، وتُعلِّق على المزاح والحس الفكاهي في العلاقات بأن قليله يصنع من الود ما لا يصنعه الكلام، وأخيرًا تنبِّه لطريقة حل الخلافات بين طرفي العلاقة إن كانت مما لا يؤثر فيهما بالضرر الجسدي أو المعنوي بصورة لا يمكن تحملها.
مؤلف كتاب لغة الذكاء العاطفي
جين سيغال: حصلت جين سيغال على درجة الماجستير في علم النفس ودرجة الدكتوراه في علم الاجتماع، مع تخصُّصها في الصحة الشاملة.
بدأت حياتها المهنية في أواخر الستينيات بصفتها مستشارة زواج وعائلة مرخصة، عملت على نطاق واسع في خدمة الأسرة في لوس أنجلوس ومع مجموعة مرموقة من أطباء الأورام في مركز سانت جوزيف الطبي، كما أدارت عيادتها الخاصة.
لها العديد من المؤلفات في العلاقات وعلم النفس، أهمها:
Feeling Loved: The Science of Nurturing Meaningful Connections and Building Lasting Happiness
Raising your emotional intelligence
معلومات عن المترجم:
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أطلقت برنامج “ترجم” بهدف إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدَّمه الفكر العالمي من معارف وعلوم، عبر نقلها إلى العربية والعمل على إظهار الوجه الحضاري للأمة عن طريق ترجمة الإبداعات العربية إلى لغات العالم.