ماذا نعني بالميديا؟
ماذا نعني بالميديا؟
إن المحطَّة التلفزيونية الفرنسية الأولى TFI، ومجلة الإكسبرس الأسبوعية، والكتاب، والتلفزيون والسينما والإعلان؛ جميعها وسائل اتصال، فهي تقنية أو وسيلة تُمكِّن الناس من التعبير وإيصال تعبيرهم إلى الآخرين، مهما كان الموضوع ومهما كان الشكل، كما أن وسائل الاتصال تتقاسم بنسب متفاوتة مهمَّات أو أنشطة مختلفة، كالدعاية والترفيه والتربية والإبداع، أو أنها ترتبط بنشاطات أخرى، وعلى مر السنوات غالبًا ما ولَّدت فنًّا معيَّنًا أو شكلًا من التعبير أو نظامًا خاصًّا من التفكير.
فوسائل الاتصال تقنيات، تتخذ قيمتها من خلال استخدامها، فالتقنية لا تفرض شيئًا، فهي تقترح والإنسان يُدبِّر الأمر، فمصير وسيلة الاتصال يتميَّز عن غيرها من التقنيات، وذلك لأنها تتعرَّض للكثير من الأمور والحوادث التي غالبًا ما تغيِّر اتجاهها، فنادرًا ما يكون استخدامها يتطابق مع تصوُّر مخترعيها!
وكما يرى أفلاطون الكتابة أنها عقار وفي الوقت نفسه مُخدِّر له آثاره غير المتوقَّعة، وكما أنها تضيف المزيد للذاكرة فإنها تنمِّي النسيان لأننا نُهمل حينها تنشيط الذاكرة والحفظ، فوسائل الاتصال أجهزة تعمل على ترميم الفكر أو التفكير، فمنذ اختراع المطبعة لم تتوقَّف وسائل الاتصال عن تشجيع أشكال جديدة للتعبير، فهي بالنسبة إلى الإنسان وسائل لخلق آثار جديدة، ولكنها في الوقت نفسه قد تجعل الإنسان لا يفكِّر ويكون انفعاله عاطفيًّا لا عقليًّا، لذا وصول أي وسيلة اتصال جديدة يمثل في كل مرَّة تحدِّيًا للإنسان، ولا يمكن إنكار فوائدها، ومن ثم قطعها تمامًا ليس هو الحل، بل يكمن الحل في العمل على إدراك ما تمارسه هذه الوسائل على المدى الطويل على أنماط تفكيرنا وعملنا وشعورنا، وحينها نكون قادرين على توظيفها باتجاه أهدافنا نحن، وليس أن نكون نحن من يتم توظيفنا على أهدافها.
الفكرة من كتاب الميديا
تتزايد أهمية الدور الذي تؤديه الميديا كل يوم في موضوع الإعلام والاتصال أو في مجال اللهو والتثقيف، فالصحافة والسينما والإذاعة والتلفزيون والإنترنت جميعها وسائل لتبادل الجسور بين الأشخاص والشعوب والثقافات.
يقدِّم هذا الكتاب تسلسلًا تاريخيًّا لمختلف أنواع الميديا، ويحلِّل أهدافها وغاياتها، فقد حسَّنت أوضاع العالم من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى خلقت مشكلات إنسانية على المستويات الاجتماعية والنفسية والفكرية، فلاحظنا أن الفرد يُجري الاتصال مع كل أنحاء العالم متجاهلًا الاتصال مع جاره الذي يسكن في المبنى نفسه، ومن هنا كان الوقوف وتحليل تلك التقنية أهمية كُبرى في فَهم خصائصها وطبيعتها وتأثيرها.
مؤلف كتاب الميديا
فرانسيس بال Francis Balle: أستاذ العلوم السياسية بجامعة بانتيون بباريس، كما أنه مدير معهد البحوث والدراسات في مجال الاتصالات والدراسات الإعلامية (IREC)، وقد شغل العديد من المناصب الرفيعة في الهيئات الرسمية، منها عضوية المجلس الأعلى للوسائل السمعية والبصرية. يُدرس دورات في علم الاجتماع ووسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجامعة وفي معهد الصحافة الفرنسية.
له العديد من المؤلفات والكتب:
صدمة ثقافات.
وسائل الإعلام الجديدة.
علم الاجتماع وعلوم المجتمع.