ماذا نحتاج؟

يحتاج الانطوائيون إلى بيئةٍ مناسبة لكي يُبدعوا وينجحوا، وأساس تلك البيئة التقدير والاحترام، واجتناب الازدراء والسخرية، ولكن الاجتماعيين يشبهون زهور الهندباء البرية التي تُزهر وتنمو في أي بيئة، أما الانطوائيون فشبيهون بزهور الأوركيد التي تموت عندما لا تتوافر لها الظروف الجيدة، لكنها تنمو وتصير أقوى من الهندباء إذا رعيناها، وأول بيئة يعيش فيها الشخص ويُمضي فيها أكثر وقته هي البيت، لذا على الآباء والأمهات أن يتفهَّموا أبناءهم الانطوائيين فلا يجبرونهم على سلوك الاجتماعيين فيحترمون صمتهم وحبهم للعزلة ويعزِّزون نقاط قوتهم بمنحهم وقتًا وحدهم وشراء الكتب لهم وتشجيع الإبداع، ويُقوِّمون نقاط ضعفهم بهدوء وصبر مثل خجلهم من الحديث أمام الآخرين، كما يجدر بنا أن ننتبه إلى تعدد الذكاءات وتنوُّعها، فلا نهتم بالذكاء اللغوي أو الاجتماعي ونتغافل عن الذكاء الحركي أو المنطقي والرياضي، ولنمحُ الاعتقاد السائد بأن الانطوائيين لا يجيدون العمل الجماعي، هم فقط بحاجة إلى ظروف مناسبة ليُبدعوا، وربما نجدهم أكثر انتماءً وإتقانًا للعمل، وتتمثَّل الظروف المناسبة في قائدٍ ينظم العمل ويحدِّد المهام بعيدًا عن الفوضى والضوضاء، وفي فهمٍ صحيح للعمل الجماعي الذي يعني توزيع المهام على الأفراد حسب مهاراتهم مع الحفاظ على استقلاليتهم وحريتهم، ويعني استثمار التفكير الجماعي في تطوير الأفكار لا في إنتاجها لأن التفكير الجماعي يولِّد شيئًا من الاتكالية، ويخاف الناس عرض آرائهم فيه تجنبًا للنقد، كما لا يستلزم العمل الجماعي الحضور في غرفة واحدة طول الوقت والمشاركة في كل خطوة، وهو ما أثبتته الإنترنت هذه الأيام.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وإن كنت انطوائيًّا فلا تتنظر أن تتهيَّأ كل الظروف، بل حاوِل وبادر، ولا تستمع لمن يحبطكِ أو يسخر من طباعك، أحسِن استثمار كنوزك، وقوِّم نقاط ضعفك، فمثلًا لا تسمح لحبِّك للإتقان وسعيك للكمال أن يُقعِداكَ عن العمل، ولا تدع خوف المخاطرة وتفضيل الخطط الدقيقة يمنعاك من كل مبادرة، ولا تنسَ أن لكل انطوائي قدرات اجتماعية يمكنه استخدامها متى أراد لينجح فيما يحب على أن تكون نفسك.

ما الانطوائية؟ وكيف تشكَّلت نظرتنا الحالية المغلوطة تجاهها؟ ما مميزاتها؟ وكيف نحسن التعامل معها؟ يقدِّم لنا هذا الكتاب إجابات عن هذه التساؤلات وغيرها، إذ وجد مؤلفه حاجة المجتمع العربي إلى ذلك، مستعينًا بما قرأه في كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين” لسوزان كين، وبأحاديثه مع الانطوائيين.

عبد اللطيف خالد القرين: كاتبٌ ومهندس مدني سعودي، يحمل ماجستير الإدارة الهندسية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

ومن أبرز كتبه:

غَزَلته امرأة.

الخَلطة الجامعية.