ماذا لو نشؤوا في جو من السخرية؟
ماذا لو نشؤوا في جو من السخرية؟
تختلف السخرية كثيرًا عن الضحك، فالسخرية في الحقيقة قسوة مخفية، ويمكن اعتبارها مفسدة للضحك، وأي تبرير للسخرية كقولك: “لقد كنت أمزح معك، ألا تستطيع تقبُّل مزحة؟”، ما هو إلا محاولة لوضع اللوم على الضحية لأي رد فعل يظهره، فإذا اعترض الضحية على السخرية قد يتعرَّض للمزيد منها، وإذا تقبَّلها فسوف يُقلِّل احترامه لنفسه، ويُصبح الطفل مترددًا وخجولًا بين هذين الاختيارين، وشتان بين الخجل الذي تسبِّبه السخرية، وبين الحياء الطبيعي الموجود عند بعض الأطفال، والتي يجب علينا أن نتقبَّل كون هذا الحياء جزءًا من شخصيتهم، أما الطفل الخجول الذي يهرب من الناس لتجنُّب السخرية، فواجبنا تجاهه أن ننصت إليه ونساعده على اكتساب طرق جديدة يتعامل بها مع هذا الموقف.
ومن هنا يجد الأطفال صعوبة في التفريق بين الضحك الصحي والضحك نتيجة للسخرية، وخصوصًا عندما يروننا نسخر من قلق الآخرين في أفلام الرسوم المتحركة، لذا يجب أن نوضح لأطفالنا أن تلك الكوميديا لا تتشابه مع الواقع المعيش، وأننا في حياتنا العادية لا ينبغي أن نضحك عندما يُجرح أحد، ولكن نحاول مساعدته.
ووصول الطفل إلى مرحلة الخوف من السخرية قد يؤدي بدوره إلى إفساد حياته؛ حيث يُصبح مصدر سخرية الآخرين، ويكون أحيانًا البديل الوحيد لكل هذا هو العزلة والوحدة، وللأسف قد يشعر أطفالنا بالخجل أو الحرج من الاعتراف بأنهم كانوا مادة للسخرية، أو قد يعتقدون بأننا لا نستطيع مساعدتهم، وهذا حقيقي للأسف، فأحيانًا تدخُّل الوالدين يزيد الأمور سوءًا، ولكن كل ما علينا حينئذٍ أن نساند أطفالنا ليكونوا أكثر قوة ليتغلَّبوا على السخرية، ويجدوا أصدقاء جددًا.
أما إذا كان أطفالك هم الساخرون، فمجرد تحذير بسيط مثلًا: “لا تنطق بذلك” لا يُعالج الموقف، لكن نستطيع أن نشجعه على الحفاظ على مشاعر الآخرين، بأن نقول له مثلًا: “تخيَّل الإحساس الذي كنت ستشعر به لو كنت مكانه؟”، وبالتمرُّن على ذلك، سيُصبح من السهل عليهم فهم احتياجات الآخرين ومعاملتهم برفق، أما نحن الآباء فأحيانًا نسقط في فخ السخرية من أطفالنا معتقدين أن ذلك سيجعلهم أكثر قوة، لكن للأسف في أحسن الأحوال سيحاول الطفل إنهاء الموقف فقط متظاهرًا بالشجاعة الزائفة ليحمي نفسه، ولذا من المهم أن يكون المنزل ملاذًا آمنًا لأطفالنا، يمكنهم فيه التصرف بطبيعتهم بأقل قدر من الضغط.
الفكرة من كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
يرغب معظم الآباء في أن يكونوا مُحبين لأطفالهم، ومتعاطفين، وصادقين معهم، لكن للأسف نتيجة لعدم الوعي السائد، والشعور بالخوف، ينقل الآباء اضطراباتهم الانفعالية إلى أطفالهم.
فيوضح هذا الكتاب كيف نكون أقل انتقادًا، وأكثر تسامحًا، وأكثر تقبُّلًا للأطفال، وأقل عدائية، فيساعدنا على أن نصبح الآباء الذين طالما حلمنا بأن نكونهم، وأن نربي أطفالًا نفخر بهم دائمًا.
مؤلف كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
دوروثي لو نولتي : كاتبة وشاعرة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Teenagers learn What They Live.
First Things First.
Living With Children.
راشيل هاريس: مؤلفة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Best Ribs Ever.
Nadia’s Good Deed.
Organise!