ماذا تقرأ؟ وكيف تختار كتابًا لتقرأه؟
ماذا تقرأ؟ وكيف تختار كتابًا لتقرأه؟
إن ميادين التأليف واسعة وممتدة، فأين نحن من كل هذا الخضم الواسع العريض من التأليف وكيف يمكن أن نهتدي فيه إلى شيء نقرؤه؟ ويفيدنا هنا اختيار القراءة المتخصِّصة، لأن القراءة للثقافة العامة لا يحدُّها حد، ولا يمكن لإنسان مهما كان لديه من الوقت أن يقرأ كل تلك الكتب.
وهناك بعض الأقسام التي ستساعدك القراءة فيها على اكتساب ثقافة واسعة، مثل: قراءة الكتب الدينية، فهي من أكثر الكتب فائدة وأمتعها، ويمكنك إلى جانب قراءة القرآن الكريم قراءة كتب الأحاديث، والسير، والتاريخ الإسلامي، ويمكنك أيضًا قراءة كتب عن بلادك، فتعرف المزيد من أدبها الخاص، وجغرافيتها، وتتابع الزمان عليها، كما يمكنك القراءة عن أقطار العالم، لتأخذ لمحة عن كل دولة، ولأن العالم أصبح حاليًّا قرية صغيرة، وجب عليك أن تقرأ بعض الكتب أو الجرائد التي تلخِّص الموقف السياسي العالمي في تلك البقاع، كما يمكنك قراءة الكتب العلمية، عن طريق البدء بالقراءة عن أهداف العلم ومراميه وميادينه، كما أن قراءة التاريخ من أمتع ما يكون، ويفضل أن تحتوي مكتبتك بعض المعاجم التي تستطيع الرجوع إليها وقت الطلب وعند الحاجة.
وبعد معرفتك لأفرع الكتب المهمة للقراءة فيها، سيدور في عقلك سؤال: كيف أختار كتابًا؟ أو كيف أكوِّن مكتبتي الخاصة؟ ولمعرفة إجابة هذا السؤال يجب علينا أن نأخذ جولة عن تاريخ الكتب، فقديمًا كانت الكتب نادرة باهظة الثمن تخصُّ فقط الطبقة الأرستقراطية من المجتمع، ولكنها حاليًّا أصبحت في متناول الجميع، ولذا يجب أن يكون هناك معنًى من وراء اختيارك للكتب أو تجميعها في مكتبتك، بحيث لا تشتري الكتب بشكل عشوائي، بل حدِّد ميلًا محدَّدًا تجاه نوعية الكتب التي تجذبك، وحدِّد موضوعًا يثيرك تقرأ فيه أكثر من غيره، وبالتالي تكتسب مكتبتك قيمة في هذا التخصُّص، ولا يعني هذا بالطبع إهمال باقي أفرع المعرفة، كما يمكنك الاستعانة بقراءة مراجعات الكتب، ومعرفة ما يروقك منها وقم بشرائه، وشراء الكتب لم يعد يكلِّف الكثير من المال حاليًّا، كما أن هناك طبعات رخيصة بغلاف ورقي، أو بحجم الجيب متاحة للجميع بسعر جيد.
الفكرة من كتاب العالم بين دفَّتي كتاب.. دراسات في فن القراءة
هل تقرأ؟ وإن كانت إجابتك بنعم، فهل تقتصر قراءتك على قراءة الصحف اليومية؟ أحب أن أخبرك أن هذه ليست القراءة التي أقصدها، بل المقصود هنا هو قراءة الكتب، وإن كنت تقرأ الكتب، فماذا تقرأ؟ ولماذا تقرأ؟ وكيف تقرأ؟ وكيف تختار كتابًا لتقرأه؟ جميع هذه الأسئلة الكثيرة تدور في خلد العديد من الناس، ولا يقتصر الأمر على القراء فقط، بل حتى غير القرَّاء الذين يرغبون في البدء في القراءة، ولكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك.
ولذا جاء هذا الكتاب ليقدِّم لنا دليلًا عن كيف تنمِّي مهارة القراءة لديك، وتجعلها قراءة مثمرة، كما تحدَّث عن تاريخ الكتب والقراءة والمكتبات في العالم، وهذا الكتاب هو جهد من جهود التشجيع والحثِّ على القراءة، ونبراسًا يعينك على التغلُّب على مشاقِّها، ويضاعف متعتها والفائدة المكتسبة منها، وقد كان هذا الكتاب نتاج مؤتمر تعاون نحو سبعين معنيًّا بالأمر في كتابته، وقامت الدكتورة “سهير القلماوي” بترجمته، وأضافت إليه الكثير ليناسب القرَّاء في الوطن العربي.
مؤلف كتاب العالم بين دفَّتي كتاب.. دراسات في فن القراءة
سهير القلماوي : روائية وكاتبة ومترجمة وناقده أدبية وسياسية بارزة مصرية، كانت من أوائل السيدات اللائي ارتدن جامعة القاهرة، وفي عام (1941) أصبحت أول امرأة مصرية تحصل على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، وبعد تخرُّجها، عيَّنتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، وكانت أيضًا من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء؛ من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، كما نالت العديد من الجوائز مثل: جائزة مجمع اللغة العربية، وجائزة الدولة التقديرية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية.
أصدرت العديد من المؤلفات والترجمات، ومن أبرز مؤلفاتها: “أحاديث جدتي”، و”ألف ليلة وليلة”، و”الشياطين تلهو”، و”ثم غربت الشمس”، و”ذكرى طه حسين”، أما عن ترجماتها فمن أبرزها: “ترويض الشرسة”، و”قصص صينية” لبيرل بك، و”هدية من البحر”، و”رسالة أيون” لأفلاطون.