ماذا تفعل إذا لم تكن خائفًا؟
ماذا تفعل إذا لم تكن خائفًا؟
عرض “هاو” أن يغادرا هذا المكان، لكن هيم كان متمسكًا بهذا المكان الذي تعلَّق به خائفًا من المخاطر التي قد يجدها في الخارج، واستمر القزمان في عمل نفس الشيء كل يوم بالذهاب إلى نفس المحطة دون العثور على أي شيء، ورغم أن هيم كان مقتنعًا بالجلوس وانتظار ما سيحدث، فقد سخر هاو من مجرد فعل نفس الشيء كل يوم مرات ومرات دون جدوى وهو يتعجَّب من سبب بقاء الحال على ما هو عليه دون تحسُّن، فقال لصديقه هيم: “في بعض الأحيان تتغيَّر الأشياء ولا تعود إلى طبيعتها أبدًا، هذه هي الحياة يا هيم، فالحياة تسير ولا بد أن نسير نحن أيضًا”، لقد أخبر هيم أنه إن لم يتغير فمن الممكن أن يفنى، وحانت اللحظة التي قرَّر فيها اتخاذ طريقه وحده بعد أن رفض صديقه هيم الذهاب معه.
اتجه هاو في طريقه وهو ممتلئ بالقلق وبدأت الأفكار تراوده حول العودة إلى الخلف والرجوع حيث يوجد هيم، لكنه تساءل قائلًا: “ماذا تفعل إذا لم تكن خائفًا؟” وبدأ يفكر في هذه العبارة قليلًا ويلاحظ أن الخوف قد يكون ذا فائدة أحيانًا وهو علامة على أن عدم اتخاذ رد فعل قد يحوِّل الأمور إلى الأسوأ، لكنه قد يكون ضارًّا إذا تخطَّى حدوده بشكل يقيِّد صاحبه عن فعل أي شيء، ورغم ضعفه البدني فقد بدأ بالبحث في المتاهة، ومرت الأيام حتى وجد القليل من الجبن هنا وهناك لكنه لم يجد جبنًا كافيًا يعود به إلى “هيم” ليشجِّعه على النهوض معه، وقد بدا الأمر مرهقًا ولاحظ أن الوضع مربك في المتاهة التي شعر فيها أنه كلما تقدم عاد إلى الخلف، لكن كلما شعر بالإحباط تذكر أن ذلك الوضع غير المريح هو في الواقع أفضل من البقاء في مكان ليس به أمل على الإطلاق!
الفكرة من كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
في فترة من فترات حياتِنا نمرُّ بمواقف تنقلب فيها الأوضاع رأسًا على عقِب وتتغيَّر الأمور بما لم نرغبه دومًا ولطالما تخوَّفنا من حدوثه، وهذا التغيير قد يكون متعلقًا بالعمل والحياة المهنية أو العلاقات في حياتنا الشخصية، وما يحدث هنا أن أغلبُنا يمرُّ بحالة من الارتباك والتخوُّف، وقد يقف منتظرًا عودة الأمور إلى مجراها شاغلًا نفسه بالتحليل الدقيق لفهم سبب تغيُّرِها!
يناقش هذا الكتاب في إطار قصصي سهل اللُّغة هذه المشكلة، ويُمثل أبطالها بفأرين يعيشان حياة الفطرة، وقِزمَيْن بشريين تناسيا الفطرة التي وَجَب استخدامها بالعقل، كما يستخدم قطعة الجبن في إشارة إلى ما نريد الحصول عليه في حياتنا كالوظيفة أو العلاقات الناجحة أو المال أو السلام الروحي أو أي أمر ترتبط به السعادة، وأبطال القصة يعيشون داخل متاهة تُمثل المكان الذي يمضي فيه المرء وقته باحثًا عن ضالَّته المنشودة.
مؤلف كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
سبِنْسَر جونسون: هو مؤلف أمريكي ومحاضر في مجال النمو الشخصي والأعمال التجارية وأساليب الإدارة، وقد حصل على درجة الليسانس في علم النفس من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما نال درجة الدكتوراه من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، وله مؤلفات في مجال الطب وجراحة القلب، وقد تُرجمت كتبه إلى أكثر من ست وعشرين لغة، كما دخل كتابه هذا “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرز مؤلفاته:
الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك.
المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
قمم ووديان.
كينيث بلانشارد: هو مؤلف ومحاضر في الإدارة، حصل على درجة ماجيستير الفن في علم الاجتماع في جامعة كولغيت، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة” بالتعاون مع سبنسر جونسون، وكتاب “حوت منجز! قوة العلاقات الإيجابية”.