ماذا تعني العبقرية؟
ماذا تعني العبقرية؟
العبقرية صفة فريدة ونادرة، وتطلق صفة عبقري على الشخص الذي يأتي بعمل يتجاوز حدود الاتجاه السائد والشهرة والمكانة المرموقة، ويتجاوز إمكانيات هذا الزمان والمكان، ويرجع أصل كلمة العبقرية إلى اللاتينية ومعناها الروح الحامية والحارسة التي تلازم المرء من المهد إلى اللحد، وفي عصر التنوير برزت كلمة العبقرية بمعناها الذي يشير إلى الفرد الذي تبدو عليه قدرات استثنائية عقلية أو إبداعية، وأيضًا هناك تفاضل في صفة العبقرية فيقال: فلان أكثر عبقرية من فلان، وفلان أقل عبقرية من فلان.
ومن المهم جدًّا التفريق بين العبقرية والموهبة، فالموهبة هي مكون ضروري من مكونات العبقرية، لكن ليست بالضرورة اقتران العبقرية بالموهبة، فهناك الكثيرون ممن يمتلكون مواهب سواء فنية أو عقلية ولكنهم ليسوا عباقرة، ولعلك تفكر أن للعامل الوراثي أثرًا كبيرًا في العبقرية، لكن من الناحية العلمية يصعب إثبات مدى تدخل العامل الوراثي والجيني في تكون العبقرية لدى شخص ما، ولكن أيضًا لا ننفي العلاقة بين القدرة المتوارثة والممارسة الطويلة في تشكيل العبقرية، ومن المهم أن نعلم أن الدماغ مطواع يستجيب للتدريب والممارسة المستمرة للأشياء، ويتغيَّر بفعل التمرين المستمر.
لا أحد يجزم بوجود العبقرية أو انعدام وجودها، لكن الأكيد هو أن العبقرية لا تورث من الآباء للأبناء، إذ إن الأب ينقل إلى الابن نصف الجينات فقط، بالإضافة إلى أن الظروف التي ينشأ فيها الابن مختلفة عن الظروف التي نشأ فيها الأب، والعبقرية تتشكَّل بوجود الجينات المحفِّزة والموهبة الفطرية بجانب ظروف مساعدة وبيئة خالية من معوقات الإبداع فبذلك تبرز العبقرية للجميع بمن فيهم الشخص العبقري نفسه، فإن معظم الأشخاص العباقرة لا يحسبون أنفسهم كذلك لأنهم يرون غيرهم من يستحقون النعت بالعبقرية ومنهم: هوميروس، وشكسبير، وليوناردو دافينشي، وموتسارت، ونيوتن، وغيرهم الكثير.
الفكرة من كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
نرى كثيرين من حولنا سواء في مجال الفن أو الرياضيات أو العلوم عندما يفعل شيئًا يتخطَّى حدود المعقول والمتعارف عليه في هذا الزمن وهذا المكان فننعته بالعبقري دون تفكير، لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا ما العبقرية وما السبب وراءها وهل هناك عوامل مؤثرة لأن تكون عبقريًّا؟
يطرح الكاتب كل هذه الأسئلة وأكثر ويحاول الإجابة عنها بالأدلة، لكي يساعد أصحاب الموهبة على تنميتها، وأن يصلوا إلى العبقرية إذا كان الوصول إليها ممكنًا.
مؤلف كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
أندرو روبنسون: ممثل تلفزيوني ومسرحي وأستاذ جامعي وروائي وكاتب ومخرج.
ولد في الرابع عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.
ألَّفَ نحو عشرين كتابًا في شتى موضوعات الفنون والعلوم. من بينها كتاب “هل العبقرية فجائية؟”، وأيضًا له خمس سِيَر ذاتية لمبدعين استثنائيين، أبرزها: “أينشتاين: مائة عام من النسبية” و”ساتياجيت راي: العين المستبصرة”، و”توماس يونج: آخر مَن عرفوا كل شيء”.